أزمة المسجد الأحمر
إن ما حدث في ساحات المسجد الأحمر بباكستان من قوات الجيش الباكستاني التي حصلت على ضوءًا أخضر من الرئيس مشرف باقتحام المسجد الأحمر رغم تحصن المئات من الطلاب به متحصنين مع رهائن من نساء وأطفال يعد انتهاكًا خطيرًا لحقوق الإنسان وتعديًا وحشيًا على أرواح الباكستانيين وكان في استطاعة مشرف حل الأزمة بكل سهولة إن أراد ذلك ولكنه دأب على العنف والتخبط واتخاذ قرارت من شأنها ترقية منزلته عند حلفاءه الرئيسيين في البيت الأبيض وبريطانيا.
وهذا الحدث يوضح مدى وحشية الأنظمة والحكام ويدحض حديثهم عن ديمقراطية الحكم وحقوق الإنسان ويجعلها لا محل لهما من الإعراب.
وجاء انتهاء الأزمة باقتحام المسجد وقتل العشرات بينهم أطفال ونساء ليوضح للجميع علنية رضوخ الأنظمة الحاكة في أغلب بلدان العالم إلى المارد الأمريكي الوحشي الذي لا يرحم لا أطفالاً ولا شيوخًا ولا نساءً.
اتوقع أن هذه الأزمة ستفتح باب الجحيم على الرئيس مشرف الذي ما كان له أن يتخذ قرار الاقتحام لولا أنه لا يستطيع أن يرحم من شعبه ما لا يرضى عنه أسياه من الأمريكان والصهاينة.
ولعل أولى بشائر دفع ثمن اقتحام الجيش للمسجد وقتل مئات الشباب من الطلاب وغيرهم التفجير الذي استهدف قافلة عسكرية قتل فيها 24 جنديًا وجرح نحو 30 آخرين.
ويعد هذا التفجير نذير حرب أوسع نطاقًا من جانب الاسلاميين ضد قوات الحكومة فى اعقاب حصار حادثة المسجد الأحمر.
وإن مجموعات من الإسلاميين عقدوا العزم على الثأر من الحكومة على اقتحام المسجد ويعد مشرف حليفا رئيسيا للولايات المتحدة الأمريكية في حربها على ما تسميه بالإرهاب.
أيمن الظواهري
وتأتي دعوة الرجل الثاني في تنظيم القاعدة أيمن الظواهري الباكستانيين إلى الانتقام من حكومة الرئيس برويز مشرف بسبب أزمة المسجد الأحمر في إطار الحث على التصدي لحكم الرئيس مشرف العسكري الذي أطاح بسلفه نواز شريف إثر انقلاب عسكري عليه في أواخر التسعينيات.
وقال الظواهري في تسجيل صوتي بثه موقع على شبكة الإنترنت إن عملية اقتحام المسجد "عدوان إجرامي وجريمة دنيئة ارتكبتها المخابرات العسكرية الباكستانية بأوامر من مشرف"، واعتبرها "جريمة لا يمحوها إلا التوبة أو الدم".
وحث الظواهري الباكستانيين وعلماءهم على "الجهاد"، معتبرا أنه خلاصهم الوحيد وليس السياسة و"الانتخابات المزورة". كما أكد ضرروة دعم "المجاهدين في أفغانستان" بكل السبل، معتبرا أن ذلك سيحقق ما سماه الخلاص لأفغانستان وباكستان وسائر المنطقة.
تداعيات
وشكلت هذه المواجهة المسلحة داخل المسجد الأحمر الواقع على مقربة من حي السفارات، تحديا داخليا آخر للرئيس الباكستاني.
وكانت الولايات المتحدة أيدت الثلاثاء الماضي الهجوم على المسجد الأحمر ووصفت تعاطي الحكومة مع هذه الأحداث "بالمسؤول".