٢٣‏/٦‏/٢٠٠٧

بسم الله الرحمن الرحيم
وصلني التاج من الأستاذة العزيزة (حبيبة) وأنا أشكر لها كرم أخلاقها وجميل صنيعها وأتمنى أن أكون عند حسن ظنها وجميع إخواني الكرام الزائرين لمدونتي المتواضعة




وأعتذر لأني وقتي ضيق جدًا فلن أستطيع الإجابة على أسئلة التاج في يوم أو يومين نظرًا لطول فترة عملي فأنا أعمل مصمم جرافيك في مواقع الكترونية ومدونات شخصية ودور نشر إسلامية




لذلك أنا مضطر أن أجاوب على سؤال سؤال والله هو المعين وإليه المرد والمآل
اليوم أجاوب على آخر سؤال
أيه الأمنية اللى بتدعى ربنا أنه يحققها ليك؟
أبلغكم أن هذا هو آخر سؤال بالتاج وكدا معقول قوي ولو أني كنت محتاج أضيف للتاج أسئلة أخرى مثل ما هو أهم شيء في حياتك مهم جدًا وقدوتك مين وكم عمرك وكدا وأمنيتي أن يصلح الله أحوال العباد والبلاد على المستوى الشخصي أن يرضى الله عني وعن أهلي
السؤال العاشر من أسئلة التاج
أيه اكتر موقف محرج أتعرضت ليه؟
كنت واقف أمام باب عمارة كنت أعمل بمكتب بداخلها، وأتت علي امرأة عجوز وقالت لي حاجة لله يا بني قلت لها الله يسهل لك، فاستغربت المرأة واندهشت وكررت السؤال حاجة لله يا بني، فقلت نفس الإجابة الله يسهل لك، فانصرفت باستغراب وكان معها ابنتها الصغيرة فقالت له ابنتها ماذا قال لكي يا أمي فقالت لها والله لا أدري با ابنتي، وعندما ذهبتا استجمعت الكلمات التي قالتها لي العجوز، لأن الصوت كان غير واضح فإذا بي أتذكر أنها كانت تقول لي الساعة كام يابني وليس حاجة لله يا بني وأنا أقول لها الله يسهل لك يا حاجة وكررت مرة أخرى الساعة كام يابني فإذا بي أقول لها الله يسهلك يا حاجة.
وكان هذا من أطرف ما حدث لي.
اليوم أعزائي الكرم أجاوب على السؤال التاسع من أسئلة التاج
ليه أنت مسلم؟
كثيرًا ما تؤثر البيئة على كل مكونات البشر حيث من المستحيل مقاومة الإنسان لكل البيئة التي يعيش فيها فلابد من تأثير البيئة في من حولها، ويقول في ذلك السياق حبيبي محمد صلى الله عليه وسلم في معنى الحديث كلا يولد على الفطرة.
ولكن بيئتي الإسلامية التي نشأت فيها من أبوين مسلمين وجيران مسلمين وتعليم إسلامي وغير ذلك لم تكن هي القول الفصل في انتمائي للإسلام ولكن القول الفصل كان عقيدتي القوية المستمسكة بالدين الإسلامي وحبي الشديد لهذا الدين الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه
اليوم أعزائي الكرم أجاوب على السؤال الثامن من أسئلة التاج
أنت مسلم؟
كبير بين هذا السؤال وسابقه
نعم إنه سؤال في غاية الأهمية، هل أنت مسلم وأنا بدوري أسال هذا السؤال بعد نفسي إلى كل مسلم ومسلمة هل نحن فعلاً ننتمي إلى الإسلام، وأي انتماء هذا الذي ننتميه إلى ديننا، أهو انتماء اسمي فقط، أم انتماء اسم وفعل لغة وعقيدة، عمل ودعوة، أنا أحاول جاهدًا مصارعة تيار الباطل ودعوات الشيطان لأسجل بحياتي نموذجًا طيبًا قدر الاستطاعة للمسلم الواعي الملتزم واستعانتي ليست بعقلي أو بذكائي أو بأصدقائي ولكن استعانتي بالله الواحد القهار
بعد الله على الثوابت والعقائد التي يأخذها المسلم من دينه
على الكتاب والسنة وما ورد عن خلفاء الأمة
الله العلي العظيم أن أكون مسمًا حقيقيًا
اليوم أعزائي الكرم أجاوب على السؤال السابع من أسئلة التاج
بتحب البنات؟
هذا السؤال الوحيد الذي جعلني أفكر فيمن قام بوضع هذه الأسئلة، فأنا متحير من هذا السؤال ما هو الغرض منه وبعيدًا عن التخمينات والظنون سأحاول أن افترض أن تكون نية السؤال طيبة؟
البنات أو المرأة عامة جزء لا يتجزأ من المجتمع المسلم فهي الجدة وهي الأم وهي العمة وهي الخالة وهي الأخت وهي البنت وهي المعلمة وهي المربية وهي العالمة فوجود المرأة في المجتمع من أهم الأمور التي تعين على استمرار الحياة.
اليوم أعزائي الكرم أجاوب على السؤال السادس من أسئلة التاج
بتحب مصر؟
وكيف لي لا أحبها وقد أمرني ربي بحبها والزود عنها حتى آخر قطرة في دمي وجعل هذا شهادة في سبيله وأكرم بذلك الشهيد وألبسه من حلل الجنة مالا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر.
اللهم ارزقني حب أهلبي وبلدي وناسي واجعل سعادتي في راحتهم وقدر لي الخير في وطني الغالي العزيز.
وأشير هنا إلى أن مصر ذكر حوالي 4 مرات في القرآن الكريم وهذا يدل على عظم قدرها عند الله جل وعلا.
اليوم أعزائي الكرم أجاوب على السؤال الخامس من أسئلة التاج
لو معاك مليون ونص هتعمل بيهم أيه؟
هذا السؤال صعب جدًا لأن المليون ونص قليل جدًا على أحلامي فأنا أتمنى مساعدة كل فقير من المسلمين فماذا سيفعل المليون ونصف في هذا الهدف فقط فما بالنا بالأهداف الأخرى.
ولكن الحمد لله على القليل وبإذن الله ربنا يبارك في هذا المبلغ حتى يصير كثيرًا لأنفع به غيري


اليوم أعزائي الكرام أجاوب على السؤال الرابع من أسئلة التاج
لو أجتمعت أنت وحسنى مبارك فى غرفة واحدة هتقوله أيه؟
سأقول له مثلما قال الإمام الشعراوي رحمه الله





اليوم أعزائي الكرام أجاوب على السؤال الثالث من أسئلة التاج
أنت سعيد؟
هذا سؤال صعب وسهل في نفس الوقت، صعب لأن السعادة لا يعرفها إلى القليل من البشر، وسهلة لأن طريقها معلوم والسعادة باختصار في تصوري هي القرب من الله
وأنا سعيد جدًا لأني أواجه كل مشاكلي وأحلها بكل سهولة مهما عظمت وذلك مصاداق لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم (ما من داء إلا وله دواء).
لذلك فأنا من أسعاد البشر لا يؤرقني إلى ذنوبي التي أطمع من الله أن يغفرها لي


اليوم أعزائي الكرام أجاوب على السؤال الثاني من أسئلة التاج
مين أكثر 6 شخصيات بتحبهم؟
أنهم في الحقيقة ليسوا فقط ست شخصيات بل إنهم يعدون مليارات من البشر هم عدد المسلمين الأوائل والمسلمين الآن والمسلمين الذين سيأتون من بعد إلى يوم الدين؟
وأحب كل مسلم ومسلمة مصداقًا لحديث النبي الكريم صلى الله عليه وسلم (حب لأخيك ما تحب لنفسك)، (تهادوا تحابوا).
أبرز في تلك السطور أهم الشخصيات التي أحبها إلى درجة لا نهاية لها وطبعًا على رأسهم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم وكل الأنبياء والرسل وآل البيت الكرام وصحابة المصطفى صلى الله عليه وسلم وأحبابه إلى يوم الدين
الذين ربياني صغيرًا اللهم ارحمها رحمة واسعة من عندك
لن أنس فضل كل من علمني حرفًا سواء مدرسي في المراحل المختلفة أو أصدقائي أو أحبابي ممن يحبون لي الخير.
وإلى لقاء أعزائي القراء الكرام في سؤال جديد من أسئلة التاج
السؤال الأول:

أنت مين؟





العبد الفقير إلى الله واحد من المسلمين أحب كل الملتزمين ولا أكره الغافلين بل أتمنى لهم معرفة الحق واليقين ودوام التوفيق والثبات على طريق الهدي والدين





مصري المولد والنشأة والأب والجدين
رأس مالي هو كل من أحب من رب ثم رسول ثم أصدقاء وأحباب وخلان وعائلة ووالدين

٢٢‏/٦‏/٢٠٠٧

الله اعلم خير من الفتوى بدون علم

وعن مسروق قال دخلنا على عبد اللَّه بن مسعود - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فقال: (( يا أيها الناس: مَنْ علم شيئًا فليقلْ به، ومن لم يعلم فليقل: اللَّه أعلم؛ فإن من العلم أن يقول لما لا تعلم اللَّه أعلم؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى لنبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ -: { قُلْ مَا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُتَكَلِّفِينَ } ( ص: 86). رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

٢١‏/٦‏/٢٠٠٧

امرأة تسلم على يدها سبع بروفسورات في ثلث ساعة فقط !

ذهبت هذه المرأة السعودية بصحبة زوجها إلى أحد المؤتمرات الطبية في أحد المدن الأوربية، ذهبت وهي تعلم أن ربها في السعودية هو ربها في أوربا، وهي تعلم أن هنا رجال وهناك رجال. التزمت بدينها وبتعاليم دينها وانعكس هذا على لباسها، فكان الحجاب الكامل. نزلت في تلك المدينة بالحجاب الكامل حتى أنه لا ترى -منها- شيئاً. كانت تنتقل مع زوجها بين أورقة المؤتمر وهي سواد لا يعرف ما بداخلها، وكانت الأعين تتفحصها وتود أن تعلم ما هذا حجاب كامل وسط أوروبا؟! شيء لم يألفوه. واجتمعت عليها كثير من النساء الأوربيات وهن بروفسورات قد بلغن من العمر سنيناً وقلن لها -وكانت تجيد اللغة الإنجليزية- "أنك ما لبست هذا الشيء وإلا وفيكِ عيب أو وجهك مشوه"، وهذه هي فكرتهم عن الحجاب أنه يخفي القبح داخله. أخذتهن جانباً وكشفت عن وجهها فإذا هي امرأة كأي امرأة أخرى لا قبح ولا تشويه بل نور إن شاء الله. تحدثت إليهن وشرحت لهن وضع المرأة في الإسلام وعظمة المرأة المسلمة وكم الحجاب يصونها ويحميها وتحدثت عن الإسلام عموماُ، وبعد حوالي ثلث ساعة أعلنت سبع برفسورات منهن الإسلام! ودخلن في الإسلام والسبب هذه المرأة السعودية المسلمة المحافظة على دينها وحجابها...
ياه! سبع بروفسورات في ثلث ساعة فقط! كم نحن مقصرات!؟ هذه المرأة لم تتنكر لدينها ولم ترم الحجاب وتذوب داخل هذه المجتمعات وتصبح رخيصة ذليلة بعد أن أعزها الإسلام.. هذه هي المرأة المسلمة إذا قامت بدورها تقود العالم، امرأة عادية تقود البروفسورات!!!! وفقكِ الله يا أختي المسلمة وحماكِ ونفع بكِ الإسلام والمسلمين وجعلكِ قدوة لغيركِ. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
المصدر شبكة أنا المسلم

الى كل ملتزم جديد أو طالب علم جديد الزم لادب مع العلماء




أرســلها لصـديق

مستقبل الدعوة السلفية.. رؤيـة نـقـديـة
الدعوة السلفية هي عماد الصحوة الإسلامية المعاصرة، وهــي مـــادتها، وقاعدتها القوية، التي تصل ما انقطع بين الخلف وسلفهم الطيب الصالح، وتدعو الــنـاس إلى منهج الجيل الراشد، وهدي محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه، لأن ذلك النهــج وذلك الهدي، هما في الحقيقة منهاج الطائفة المنصورة والفرقة الناجية، كما قال : « تفترق هذه الأمة على بضع وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة، قيل: وما هى يا رسول الله؟ قال: ما أنا عليه اليوم وأصحابى » .
وإذا كان الأمر كذلك، فإن هذه الدعوة المباركة، تتحمل تبعات جسام فـي مسيرة الإحياء الإسلامى الجديد، تستدعي من أبنائها وأهلها أن يكونوا على قدر هـــذه التبعات، علماً وحكمة، وسعة وإدراكاً، وجهداً وجهاداً، وأثبت عند النوازل والفتن، عـلــــى مختلف أنواعها وصنوفها.
بيد أن الأمر الذى لا يسعنا تجاهله، أو تجاوزه، هو أن هذه الدعوة وأهلها مـــن العلـمـاء والـدعـــــاة والـمفكرين والعاملين، يبقون بشراً من البشر، وتبقى جهودهم في هذا السبيل، جهوداً بشرية، يعتريها ما يعتري الجهد البشري من عوارض مختلفة، منها الزلل، ومنها الخطأ، ومنها الغلو أو الإفراط أو التفريط، ومنها الذهول عن بعض الحقائق المنهجية أو العلمية أو الواقـعـيــة، ومـنـهــا ضعف بعض النفوس، أو ضعف بعض الهمم، وهذه كلها سلبيات تقع لكل جهد بشري، فطرة الله، ولا عصمة لأحد من الناس بعد النبي الخاتم صلى الله عليه وسلم ، وهذه الحقيقة من شأن استحضارها أن ينفي الحساسية الزائدة من أى ممارسة نقدية أو تقويمية ذاتية تتوجه إلى الجهود الدعوية المرتبطة بالمنهج السلفي، وإذا كنا نتوجه بالنظر والتقويم والنقد والتصحيح لمجهودات إسلامية مختلفة، من فصائل وأحزاب وجماعات، على قربها أو بعدها من المنهج الرشيد، فلماذا نستنكف نحن أن نقوم أنفسنا، ونعيد النظر في مسار الدعوة السلفية كل حين، للكشف عن المعوقات، أو الآفات، والسلبيات، التي تعترض مـســــار هذه الدعوة، أو التي تشينها، أو التي تتسبب في فتنة الآخرين تجاهها، إن انتساب أى شـخـــــص أو حركة أو تيار إلى المنهج السلفي لا يعني منحه صك عصمة مفتوحاً، بحيث يكون كل قول له أو فعل أو سلوك أو تقدير حقاً لا مراء فيه، ورشاداً لا زيغ معه، واستقامة لا اعوجاج بها، فهذا كله غلو ينبغي أن تتنزه عنه الدعوة السلفية، ولابد أن نملك الجرأة والثقة التي تجعلنا نعيد تقويم جهودنا الدعوية، بعدل وإنصاف، وتواضع وجد، حتى لا تتـراكـــم الأخـطـاء، أو تتكاتف السلبيات، أو تتضخم الهفوات، بما يهدد وجود الدعوة ونكون عياذاً بالله فـتـنـة للناس، في تقديرهم وحكمهم على منهج الفرقة الناجية ذاتها، والدعوة السلفية بوجه عام.

ثلاث ملحوظات مهمة:
وفق هذا الاطار، وتلكم الرؤية، تجيء هذه الملحوظات الثلاث التي أقدمها للقارئ المسلم، باعتبارها محاور أساسية، ألاحظ وجــود الاضطراب بسببها عند بعض الجهود الدعوية، وأرى أن ضبطها ووعيها، وترشيد الـمسار الدعوي فيها، هو مطلب بالغ الأهمية، وشديد الخطورة، ومن شأن الإحاطة به وانـجــازه أن يختصر الكثير من مـسـافــات الطريق نحو التمكين لدين الله ودعوة الحق في مستقبل البشرية إن شاء الله تعالى.
الملحوظة الأولى: وتتعلق بفهم طبيعة الدعوة، ومداها، ورسالتها العامة، إذ هناك نفر من الدعاة يظنون الدعوة إلى التوحيد، مجرد عمل (تثقيفي) أو (تعليمي) تصحح به (تصورات) الناس تجاه مفهوم (الربوبية) و (الألوهية) ومنهج أهل السنة في (الأسماء والـصـفــات) المتعلقة بالباري سبحانه وتعالى فحسب، دونما بيان شاف كاف عن (تجليات) هذه العقيدة في واقع الناس وسلوكهم ونظمهم الاجتماعية والقيمية والتشريعية ومشاعرهم وولائهم وجـهــادهم وغير ذلك، وهذا الاتجاه المحدود، لو تعززت وجهته في الدعوة السلفية، فستنتهى بنا حتماً إلى حصر الدعوة الإسلامية بشمولها في نوع من الجدل الكلامي الذى يكثر فيه تشقيق المعاني وتهويم الخواطر، وتناطح الأمثلة التجريدية، وإتاحة الفرصة تماماً أمام التيارات المنحرفة لصياغة الواقع الاجتماعى، وبنيان الأمة وفق مناهجهم الفاسدة .
وهذا الخلل في الحقيقة يقدم بصور مختلفة أخرى، منها الحديث عن أن (تصحيح العقيدة) فقط هو مطلب هذه المرحلة، وليس من واجب الداعية وربما ليس من المشروع له أن يحدث الـنـاس عـــــن الانحرافات الخلقية، أو أزماتهم الاقتصادية أو مشكلاتهم التشريعية، أو تحدياتهم الدولية، أو هموم واقعهم المختلفة، فلابد أولاً من تصحيح (عقيدة) الناس، ثم في مرحلة لاحقة نصحح باقى الانحرافات، ولا شك أن هذا انحراف كبير عن هدى محمد -صلى الله عليه وسلم-، ودعوة الإسلام قاطبة عند النبيين والمرسلين.
لقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يـدعـــو قومه إلى التوحيد الخالص في مكة، طوال ثلاث عشرة سنة، ليخرج قومه من ظلمات الجاهـلـيـــة والوثنية والإشراك بالله، إلى نور التوحيد ومع ذلك الحرص الشديد على دعوة التوحيد، فــإن الـرســول صلى الله عليه وسلم كان يجتهد في تصحيح الانحرافات الاجتماعية كلها في الواقــع الـذى يعـيـشـه، ويقرن ذلك كله بالتوحيد، حتى لكأنهما بناء واحد لا يمكن فصل بعضه عن بعض في دعوة الحق، وحسبنا في ذلك القرآن المتلو في مكة :
ألم يكن مما تلاه صلى الله عليه وسلم على قومه في مكة {وَيْلٌ لِّلْمُطَفِّفِينَ (1)الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ (2)وَإِذَا كَالُوَهُمْ أَو وَزَنُوَهُمْ يُخْسِرُونَ (3)أَلاَ يَظُنُّ أُوْلَئِكَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ (4)لِيَوْمٍ عَظِيمٍ (5)يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ العَالَمِينَ (6)} ، أرأيت كيف ترتبط الدعوة إلى العدل والقسط و (النزاهة) بالإيمان بالله واليوم الآخر؟!.
أولم يكن مما تلاه صلى الله عليه وسلم على الناس بمكة قول الحق تعالى: {أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1)فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ اليَتِيمَ (2)وَلاَ يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ المِسْكِينِ (3)فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4)الَّذِينَ هُمْ عَن صَلاتِهِمْ سَاهُونَ (5)} .
أرأيت كيف ارتبطت العقيدة بالسلوك الاجتماعى بالعبادة في رباط واحد وسياق واحد!
ألم نقرأ ما نزل من آخر سورة الفرقان، وفقه الدعوة وشمولها فيه: {وَالَّذِينَ إِذَا أَنفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَاماً (67)وَالَّذِينَ لاَ يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلاَ يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلاَ يَزْنُونَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَاماً (68)يُضَاعَفْ لَهُ العَذَابُ يَوْمَ القِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً (69)إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً (70)وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَاباً (71)وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً (72)} .
ألم يربط القرآن أذهان المسلمين بالأحداث الدولية الجارية في زمانهم وآثارها على الجماعة المسلمة، رغم بعد المكان، وانعدام الصلة تقريباً من الناحية العملية بين هذه الجماعة وتلك الأحداث : {غُلِبَتِ الرُّومُ (2)فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُم مِّنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3)فِي بِضْعِ سِنِينَ لله الأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِنْ بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ المُؤْمِنُونَ (4)بِنَصْرِ اللَّهِ يَنصُرُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ العَزِيزُ الرَّحِيمُ (5)} ، وعلى هذا النهج فقس، وهو أمر يطول ويشغل الصفحات العديدة، وهذا كله فيما نزل بمكة، ولا يوجد موحد آنذاك على الأرض إلا بضع عشرات من المؤمنين بقرية من قرى كوكب الأرض، وهذا أسوقه لمن يقابل بين واقع المسلمين الحالى، وواقع مكة: من بعد الناس عن التوحيد أو جهلهم به، وهذا أمر لا يسلم تماماً، فأوجه الافتراق واضحة، كما أن أوجه المشابهة موجودة أيضاً.
ثم هل جاء نبي أو رسول من رسل الله، إلا وكان يدعو إلى إصلاح المجتمع كله، وليس فقط تصحيح العقيدة فقط، ألم يكن منهم من جمع إلى التوحيد الدعوة إلى التنزه عن فاحشة إتيان الذكـــران، ومنهم من دعا إلى القسط في المعاملات التجارية { أَوْفُوا الكَيْلَ وَلاَ تَكُونُوا مِنَ المُخْسِرِينَ (181)}، ومنهم من دعا إلى إزالة التجبر والطغيان{أَتَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ (128)وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ (129)وَإِذَا بَطَشْتُم بَطَشْتُمْ جَبَّارِينَ (130)فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ (131)} ، أولسنا مأمورين بالاقـتــداء بـهــذه الكوكبة الرائعة من دعاة التوحيد. { أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ }.
إن الدعوة السلفية مطالبة بمحاصرة هذه الجـهـــود الانعزالية المنتسبة إلى المنهج السلفي، وهي في حقيقتها لا تتعدى الصورة الجديدة للمـنـهـج الصوفي الانعزالي القديم، الذى عزل الدين عن الدنيا وهموم المجتمع ومقتضيات الاستخلاف في الأرض، قبل أن تأتي العلمانية لتستثمر هذا (الانحراف) وتؤسس عليه تخريبها الكبير في ديار الإسلام.

الملحوظة الثانية: وهى محور أساس وجوهري من محاور الدعوة الإسلامية، يذهل المرء عندما يجد دعاة منتسبين إلى المنهج السلفي، ينازعون فيه، أو يحقرون من قيمته، وذلك هو أصل معرفة الزمان، والوعي العميق بالواقع الاجـتـمـاعــي الذي تتحرك فيه الدعوة، وتتنزل به الأحكام، وقديماً قال الصالحون: (رحم الله امرءاً عـــرف زمـانـــه فاستقامت طريقته). إن البصيرة النافذة بأحوال الزمان، وأحوال الناس فيه، والعلاقات التي تتحكم في سلوك الناس الاجتماعي، وتؤثر في اتجاهات هذا السلوك، والضغوط التي تفعل فعلها في الواقع، وموازين القوى، وأعراف الناس المتغيرة، وهموم المسلمين وما عمت به البلوى وما لم تعم، والأخطار المحدقة بالأمة من خارجها ومن داخلها، ومواقع القوة أو الضعف فيها وفى أعدائها، ونحو ذلك من أحوال، فهذا كله ليس مجرد جهود محمودة، بل هى مطلب شرعى لا تستقيم الدعوة، ولا تنضبط أحكام الشريعة بدون تحصيله، وبــدون هذا الفقه للواقع لا يمكن لمسلم تنزيل قاعدة (المصالح والمفاسد)، ولا أصل (لا ضرر ولا ضرار)، ولا أصل (ارتكاب أخف الضررين) ولا باب (سد الذرائع) ولا باب (الضرورات العامة ومــا تعم به البلوى) وغير ذلك الكثير من مقتضيات الدعوة وأصول الأحكام، ومن دخل في شيء من هذا كـلــه بدون معرفة بالزمان وبصيرة بأحوال المسلمين وفقه لواقعهم، فهو (مغامر) ولا شــك، وضـــارب في عماية، ولا يؤمن جانب دعوته وفتواه أن تودي بالمسلمين إلى موارد الهلكة والفساد.
ولقد كــان مـن هـــدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، مراعاة أحوال الناس، والبصيرة بواقعهم وظروف الــزمـان، وموازين السلوك الاجتماعى، وكان يوجه دعوته صلى الله عليه وسلم وفق ذلك الاعتبار، فيقدم ويؤخر، ويوجه ويرشد .
روت لنا كتب السنة الصـحـيـحــان والنسائي وأحمد واللفظ لمسلم من حديث أم المؤمنين عائشة رضى الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « ألم تر أن قومك حين بنوا الكعبة اقتصروا عن قواعد إبراهيم، قالت: فقلت يا رسول الله أفلا تردها على قواعد إبراهيم، قال رسول الله : ولولا حدثان قومك بالكفر لفعلت » .
لقد وعى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، واقــع الـنـــاس، وحساسـيات ذلـك الواقع ووضع ذلك كله في اعتباره وتقديره، فأخر ما كان يحب فـعـلــه مراعاة لذلك الواقع، وقد ثبت أن ابن الزبير رضي الله عنه حقق ما أمله رسول الله صـلــى الله عليه وسلم فيما بعد، بعد أن تغير الواقع واختلفت موازينه.
وروت لنا كتب السنة اللفظ لمسلم في صحيحه من حديث معاذ بن جـبـــل رضي الله تعالى عنه قال: كنت ردفِ رسول الله صلى الله عليه وسلم على حمار يقـــال له عفير، قال فقال: « يا معاذ تدري ما حق الله على العباد وما حق العباد على الله؟ قال قلت الله ورسوله أعلم، قال: فإن حق الله على العباد أن يعبدوا الله ولا يشركوا به شيئاً، وحق العباد على الله عز وجل ألا يعذب من لا يشرك به شيئاً، قال قلت يا رسول الله أفلا أبـشـــر الناس قال: لا تبشرهم فيتكلوا » .
وفى هذا الحديث الجليل فائدتان، الأولى هي هدي النبي صلى الله عليه وسلم عندما مـنــع إذاعة البشارة في ذلك الوقت، مراعاة لأحوال الناس، ومبلغ فقههم وانتشار العلم فيهم، ودرجـــــة وعيهم بوضع هذه البشارة من سياق التكليف كله، ومن لا يعرف واقع الناس لن يفهم قـيـمـــة ذلك الهدي الجليل، والفائدة الأخرى من اجتهاد معاذ بن جبل رضي الله عنه، عندما أذاع هذه البشارة قـبـل مـوتته، وما ذلك إلا لمعرفته بهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأن الـمـنــع كان متعلقاً بواقع الناس فلما تغير الواقع وشاع العلم، وتمكن الإسلام في النفوس أذاع البشارة تأثماً من كتمان العلم، ومعاذ رضي الله عنه هو من هو في معرفة الحلال والحرام، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم قد اختاره لتبليغ الدعوة ونشرها في اليمن وبعث مـعـــه أبا موسى الأشعري، وأوصاهما في مهمتهما الجليلة فقال: « يسرا ولا تعسرا، وبشرا ولا تـنـفـــرا » ، واليسر والبشارة أو العسر والتنفير ليسا من الأمور النظرية المجردة، وانما هى مرتبطة بواقع الأحكام والدعوة في المجتمع وبين الناس فمن جهل طبيعة الواقع أو تجاهل أحوال الـنـاس لم يدر هل يسر عليهم؟ أم عسر؟ وهل نفرهم عن الدعوة أم حببهم إليها؟ فضلاً عن مـتـى يكون التكليف يسراً في الواقع، ومتى يكون عسراً .
وواقعة حديث معاذ رضى الله عنه نفسها تكررت مــع أبى هريرة رضي الله عنه، وروتها كتب السنة، إذ حمله الرسول صلى الله عليه وسلم الـبـشــارة: « من لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله مستيقناً بها قلبه بشره بالجنة » فـقــال عمر رضي الله عنه، لرسول الله ص: فلا تفعل فإني أخشى أن يتكل الناس عليها فخلهـم يعملون ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « فخلهم » ، وفى هذه الواقعة فائدة إضافية، وهى اجتهاد عمر رضي الله عنه في معرفة الزمان وأحوال الناس وواقعهم وبالتالي أثــر البشارة في ذلك الواقع، ولا شك أن اجتهاد عمر أتى من خلال معرفته بهدي نبيه ونبينا محمد صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك الاجتهاد متوافق مع ما تعلمه منه، لأن مثل عمر لا يقدم بين يدي الله ورسوله، ثم فائدة اجتهاد أبي هريرة في إذاعة الحديث في زمان لاحق، بدليل أنه وصلنا الآن ودونته كتب السنة.
وروت لنا كتب السنة واللفظ للبخاري في صحيحه من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كنا في غزاة فكسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين. فسمعها الله رسوله صلى الله عليه وسلم ، وقال: « ما هذا؟ فقالوا كسع رجل من المهاجرين رجلاً من الأنصار، فقال الأنصاري: يا للأنصار وقال المهاجري: يا للمهاجرين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: دعوها فإنها مُنْتِنة، قال جابر: وكانت الأنصارُ حين قدم النبي صلى الله عليه وسلم أكثر ثم كان المهاجرون بعدُ، فقال: عبد الله بن أبي: أوقد فعلوا؟ والله لئن رجعنا إلى المدينة ليخرجن الأعز منها الأذل فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: دعني يا رسول الله أضرب عنق هذا المنافق، قال النبي : دعهُ، لا يتحدث الناس أن محمداً يقتُل أصحابه ».
فانظر إلى حكمة النبي الكريم وهديه، فالخطاب لم يتعلق برفض ما ذهب إليه عمر رضي الله عنه من كونه يستحق القتل على فعلته، وإنما الخطاب تعلق بأثر ذلك الفعل في »الواقع« ومدى تأثيره في حركة الدعوة ومسيرة الجماعة المسلمة وفتنة الناس « لا يتحدث الناس أن محمداً يقـتل أصحـابـه »، و ابـن أبي ليس من أصحابه ولا شك، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم يتحدث عن واقع موضوعي ينبغي مراعاته، بغض النظر عن الحكم المطلق إذ عامة العرب لا تعرف هذه التفصيلات الداخلية في الجماعة المسلمة، وإنمــا هي تنظر إلى مثل ابن أبي بن سلول على أنه من أصحاب محمد، فهل لنا من السير على مـثــل هـــذا الهدي النبوى الكريم؟!.
والـشـواهـــد على ذلك الهدي تطول، ولعل باحثاً نابهاً يجتهد في جمعها واستقصائها في دراسة شاملة، فهذا مما يحتاج إليه الشباب بخاصة في هذه الأيام، وحاصل الكلام هنا أن معرفة الزمان والبصيرة بالواقع، وفقه أحوال الناس، وهموم الأمة الداخلية والخارجية، هى مطلب شـرعـي ملح، ولا سيما في هذه الأيام، ولا تستقيم دعوة، ولا يهدى بيان، لا يمتلك هذا الأساس القوي الجليل، وإن من يكابرون في ذلك ويعاندون ولا أقول يخالفون يلحقون أبلغ الضرر بالدعوة السلفية، ويفتحون باباً واسعاً لفتنة الناس والشباب في جدية هذه الدعوة وفاعليتها... وقيمتها.

الملحوظة الثالـثــة: وهى متعلقة بفقه الاختلاف، والذى تحول إلى ثغرة خطرة تهدد بنيان الدعوة، وتؤرق أبناءها، حيث أصبح كل خلاف ينشأ بين اثنين أو وجهتين من أبناء الدعوة هو بمثابة حــرب شرسة ، لا توسط فيها ولا رحمة، والخائض فيها إما قاتل وإما مقتول، من سهام التـجـريح والتقريع والاتهام في النوايا والسرائر وترصد الشوارد وتلمس السقطات وغير ذلك على قاعدة لا نجوت إن نجا !

مسائل ثلاث:
والحديث هنا يتعلق بثلاث مسائل:
المسألة الأولى: وتتوجه إلـى أدب الاخـتــلاف، حيث يتوجب استحضار روح الأخوة والرحمة واللين وخفض الجناح وإحسان الظن فـي خــلاف أهل الإسلام، ولا سيما أبناء المنهج السلفي الواحد، فهم أهل ذلك وهم الأولى به، وضرورة النأي عن الفظاظة والقسوة والعنف والتجريح والطعن في النوايا، وهذا هو الأصل العام للدعوة الإسلامية:
{ ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (125)}
والخلافات لا تنتهي في الفروع ومواطن الاجتهاد، فليس يعقل أن يصبح كل خلاف مشروع حرب ، وتوطئة إلى القطيعة وربما السباب، إلى الحد الـــذي أصبحت فيه الخلافات بين أبناء الدعوة السلفية تتسم في كثير من الأحيان بالشراسة والمرارة والقسوة، فما أبعد الطريق بيننا وبين أخلاق سلفنا الصالح.
روى الذهبي في (سير أعلام النبلاء) قول يونس الصدفي رحمه الله تعالى قال: (ما رأيت أعقل من الشافعي، ناظرته يوماً في مسألة، ثم افترقنا، ولقـيـني، فأخذ بيدي، ثم قال: يا أبا موسى، ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مـسـألة ) ، ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في مجموع الفتاوى : (.. ولو كان كلما اختلف مسلمان في شيء تهاجرا لم يبق بين المسلمين عصمة ولا أخوة ) .

المسألة الثانية: تتعلق بتوصيف الاختلاف، فعلى الرغم من أننا نملك نصوصاً واضحة في بيان السعة في أمر الاجتهاد، من أجلاها قول الرســـول الكريم - صلى الله عليه وسلم-: « إذا اجتهــد الحاكم فاصاب فله أجران وإذا اجتهد فأخطأ فله أجر » ، إلا أن كـثـيــراً من المختلفـيـن يـضـن بعضهم على بعض أن يكون له ولو أجر واحد، أو أن يتركه في حال سبيله لا عليه ولا له! إذ أن الخطأ الاجتهادي أصبح وضعاً غير معترف به الآن في الحــــوار، وحلــت محله أوصاف أخرى، أشهرها البدعة والكفر ، فمن خالف أخاه في مسألة فهو إما مبتدع، وإما كافر، أما أن يقول: مخطئ في اجتهاده، فهذا وصف أصبح عزيز المنال في واقعنا الحالي ولا حول ولا قوة إلا بالله.

الـمـسـألة الثالثة: وتتعلق بظـاهرة الترصد لأخطاء الآخرين، وتلمس عثراتهم، بــل، ونصب الشراك لهم، على طريقة: ماذا تقول في كذا؟ أتقصد أن تقول كذا؟، على أمل أن يظفر منه بهفوة أو سقطة فيطير بها، ويشنع عليه فيها، والحقيقة أن الأمر في ذلك وصل إلى حـــد مَرَضِي، يصعب تخيله في بعض المنتسبين إلى المنهج السلفي الراشد، وهناك من يحترف التنقيب في كتابات مخالفيه، ثم ينتقي منها فقرات يحملها على أسوأ محتملاتها ومعانيها، ليخلص منها بأن صاحـبـهــا قصد كذا وكذا، فهو إذن مبتدع أو ضال أو كافر، حسب التصنيف الذى يمن به عليه، وأحياناً يبدو للمتابع أن بعض الناقدين يسعد كثيراً إذا أثبت البـــدعة أو الكفر على أحد من المجتهدين أو الدعاة، وكأنه يبتهج بأن يتعزز صف الـمـبـتدعين والكفار بزيادة رمز جديد إليهم، هذا إذا صح ظنه وسلم طعنه، فكيف وأغلبها الأعم تحكمات في الأفهام، وتهويل في التأويل، واساءة ظن بأهل الإسلام.
لقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتلمس شبهات البراءة لأهل المعاصي، فيأتيه الرجل يقول له: زنيت فطهرني فيقول إمام الهدى: لعلك فعلت كذا، فيقول لا بل زنيت فطهرنى، فـيـعـــاود إمام الرحمة، لعلك فعلت كذا، مرات عديدة عساه يجد له مخرجاً، وتهمته معصية ، فما بالنا مع من تهمته الكفر والابتداع في الدين، لا سيما إذا كان من أهل الفضل أوالدعــاة أو العلماء أو العاملين للإسلام، إن الأولى بالمسلم الراشد، أن يتلمس للناس المخارج، ولا سـيـمـا فــي التهم الشنيعة، ويقول: لعله قصد كذا، ولعله أراد كذا، وربما لعله سها، لعله فاته الدليل، هذا هو سبيل الراشدين، وهذا هو نهج السلف الصالح رضوان الله تعالى عليهم، ليس فقط في ما هو محتمل، بل في ما هو وقوع في بدعة صريحة، وعرف عمن أخـطــأ فيه السلامة، ولم يعرف عنه الدعوة إلى البدع والخروج على منهاج الـسـنـــة، يـقــول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ( وكثير من مجتهدي السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة، ولم يعلموا أنه بدعة، إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة، وإما لآيات فهموا منها مالم يرد منها، وإما لرأي رأوه وفى المسألة نصوص لم تبلغهم، وإن اتقى الـرجــل ربه ما استطاع دخل في قوله { رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا} ، وفى الصحيح قال: قد فعلت .
ويقول العلامة شمس الدين الذهبى في سير أعلام النبلاء في ترجمته عن قتادة بن دعـامــة الـســدوسي التابعي الجليل أحد أوعية العلم : (... وكان يرى القدر، نسأل الله العفو، ومع هذا فما توقف أحد في صدقه، وعدالته وحفظه، ولعل الله يعذر أمثاله ممن تلبس ببدعة يريد بها تعظيم الباري وتنزيهه، وبذل وسعه، والله حكم عدل لطيف بعباده، ولا يسأل عما يفعل، ثم إن الكبير من أئمة العلم إذا كثر صوابه، وعلم تحرية للحق، واتسع علمه، وظهر ذكاؤه، وعرف صلاحه وورعه واتباعه، يغفر له زلله، ولا نضلله ونطّـرحه، وننسى محاسنه، نعم ولا نقتدي به في بدعته وخطئه، ونرجو له التوبة من ذلك ) .
الله أكبر، أين من هذا البيان الفذ من يتصيدون الكلـمـات والهفوات للدعاة، فيطيرون بها كل مطار؟ وأين من هذا البيان الراشد، من لا تقر أعيـنـهـم إلا بأن يثبتوا بكل سبيل وكل حيلة ضلال داعية أو ابتداع فقيه أو كفر مجاهد من المجاهدين؟
إن هذه الظاهرة الطارئة والشاذة من بعض أبناء الدعوة السـلـفـيـة، من شأنها أن تسيء إلى الدعوة برمتها، وأن تؤسس للفتنة، وتضع منهجاً جديداً للتدمـيـر، ولو أخذ كل داعية أو عامل بمثل هذا المنهج الاتهامي، فسوف يأتي يوم لا يوجد فـيــه على وجه الأرض سلفي واحد غير متهم، لأنك لن تعدم في أحد كائناً من كان إذا ترصــــدت ما كتب وما قال، أن تظفر عنده بكلمة أو عبارة أو سطر، تحتمل احتمالاً، أو حتى تـحـمــــل سقـطـة أو هفوة، ونسأل الله اللطف بعباده.
هذه هى الملاحظات الثلاث التي أردت الوقوف عـنـدها، وعرضها على القارئ المسلم، ولا سيما الدعاة والعاملين في سلك هذه الدعوة، من بـــاب النصيحة لدين الله، ولدعوة الحق، وهى ملاحظات مراقب مجرد مراقب مسلم للظواهر الطارئة في الدعوة السلفية، أو المخاطر المرتبطة بها، وهى مخاطر تتهدد مستقبل هذه الدعوة، ومن ثم مستقبل الصحوة الإسلامية كلها، لأن الدعوة السلفية هى قطبها ودعــامـتـهـا، وروحها المحركة، أرجو أن أكون قد وفقت في بيان ما قصدت إليه فـيـهـــا، فإن أدركت الصواب فمن الله تعالى وبرحمته، وإن أدركني الخطأ فمن نفسي وبتقصيري، والحمد لله أولاً وأخيراً وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.





تعرف على الشيخ مجلة الموقع مدرسة الربانية كتب و مؤلفات مقالات خطب مكتوبة موقع الشيخ محمد حسين يعقوب © 1427 هـ

الدعوة إلى الله في شبكة الإنترنت ضوابط ومحاذير


خالد بن سعود البليهد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي وحده وبعدفإن الدعوة إلى الله من أجل الطاعات وأعظم القربات نفعها متعدي للخلق تنشر الإسلام وتحفظ شرائعه وتوقظ الغافل وترشد الجاهل وتهدي الضال وتبصر الناس بدينهم وثوابها جزيل وأجرها عظيم وعاقبتها حسنة في الدنيا والآخرة وفضائلها كثيرة جدا مشهورة عند العاملين قال تعالى (وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) وقال صلى الله عليه وسلم ( فوالله لأن يهدي الله بك رجلا خير لك من أن يكون لك حمر النعم ) رواه البخاري. أهمية مجال الإنترنت في الدعوة إلى الله:الدعوة إلى الله تتجدد في كل مكان وزمان من حيث الأسلوب والوسائل والمجالات ، ومن أعظم المجالات المعاصرة وأهمها مجال الإنترنت ، والدعوة إلى الله من خلال الإنترنت لها مزايا مهمة وخصائص طيبة قل أن توجد في غيرها من أبرزها: 1- عالمية الدعوة ، فالداعية يخاطب مشارق الأرض ومغاربها. 2- سهولة الإنتشار بإجراءات وخطوات بسيطة. 3- حرية الكلمة فالدعوة في هذا المجال بلا قيود ولا حدود. 4- قلة التكلفة المادية في إعداد البرامج والأنشطة. 5- الدعوة فيها ذات طابع تفاعلي بين الداعية والمتلقين. 6- توثيق المعلومات وحفظها سواء كانت المادة صوتية أو مكتوبة أو مرئية . 7- سهولة الإطلاع والوصول على نتاج الدعاة وبحوث العلماء وفتاواهم والإستفادة منها في أي وقت ولو طالت المدة. ومن أبرز خصائص الدعوة في هذا المجال تعرف الداعية عل إخوانه من أهل السنة في سائر البلاد وتواصله معهم وحصول التعاون فيما بينهم في سبيل الحق ونشر الفضيلة. كما إن المواقع الإسلامية تعتبر ملاذا آمنا لكثير من المسلمين الحريصين على إصلاح دينهم ويقيمون في بلاد كافرة أو في أماكن تشتد فيها الغربة ولا يجدون أحدا يبصرهم في دينهم وينير الطريق لهم . توجيه الدعاة لهذا المجال:ينبغي على دعاة السنة أن يعنوا بهذا المجال ويكون لهم حضور قوي وفعال وأن يتواصلوا مع جميع أفراد المجتمع بشتى طبقاته ، بل لا بد من تفرغ دعاة لهذا المجال يقضون سائر أوقاتهم فيه ، وكلما كثرت المواقع الإسلامية العامة والخاصة والغرف والمجموعات كلما كثرت انتشر صوت أهل السنة وقوي أثره وتأثيره وتفاعل الناس معه. إن استخدام الإنترنت في مجال الدعوة من أعظم وسائل نشر الإسلام في المعمورة وإقامة الحجة على الخلق في بلوغ الإسلام وتقرير التوحيد والنهي عن الشرك والتحذير من المذاهب الهدامة والبدع المضلة. أهمية التخصص في مجال الإنترنت:مما يرشد إليه الدعاة في هذا المجال التخصص ، فينبغي على الدعاة أن يتخصصوا في مجال معين ليبدعوا ويتقنوا ويقنعوا المتلقي وتكون مشاركاتهم عميقة محيطة للموضوع المطروح ، فمن الدعاة من يتخصص في بيان مسائل الإعتقاد ومنهم من يتخصص في أحكام الشرع ومنهم من يتخصص في الفتوى ومنهم من يتخصص في القضايا الإجتماعية ومنهم من يتخصص في مناظرة المخالفين ومنهم من يتخصص في المشاركة في قضايا المجتمع ومنهم من يتخصص في الأدب الإسلامي ومنهم من يتخصص في التاريخ الإسلامي ومنهم من يتخصص في تعليم العلوم الشرعية وهكذا . والذي يحكم تخصص الداعية في الإنترنت أمران:1- قدراته الذهنية والعلمية في هذا التخصص.2- ميوله ورغبته النفسية لذلك. وتخصصه لا يمنع من مشاركته في مجالات أخرى ولكن المقصود أن يغلب على كتاباته وعطائه مجال معين. ومن المهم بمكان تفرغ شباب جاد لخدمة المشائخ في بث علومهم ونشر فتاواهم وغير ذلك مما يعين أهل العلم ويفرغهم ويريحهم من عناء الأمور الفنية التي تؤثر على وقتهم. توجيه أصحاب الأموال لدعم المشاريع الدعوية في الإنترنت:ويجب أن يوجه المحسنون من أهل الخير والعطاء إلى دعم المشاريع العلمية والدعوية في شبكة الإنترنت ويبين لهم أهمية هذه الأعمال وأن المشاركة في ذلك داخلة في عموم النصوص المرغبة في الدعوة ونشر الخير وأنهم مثابون على ذلك أجرا عظيما وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلط على هلكته في الحق، ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها) متفق عليه. فضل التقنية في دعوة الإنترنت:يشرع إنشاء مراكز ومواقع متخصصة في التقنية وتقوم بدعم وتقديم الخدمات الفنية للدعوة إلى الله في الشبكة في جميع مجالاتها من تصميم المواقع والصفحات الشخصية وأعمال الدعاية والتسويق للمادة الإسلامية ويدخل في ذلك برامج الفوتوشوب والبوربوينت وكل ما يساهم في نشر الدعوة بين المسلمين . والمهندس الذي يبذل وقته ويسخر علمه في ذلك يرجى دخوله في قول النبي صلى الله عليه وسلم ( بلغوا عني ولو آية ) رواه البخاري وهو دال على الخير ، ومن ساهم في ذلك محتسبا ولم يتقاض على ذلك مالا كان له عظيم الأجر ومشارك لقائل الخير في الثواب ، ومن قدم خدمة للدعوة وأخذ مالا واقتصد ولم يبالغ مراعاة للخير وقصدا في المشاركة حصل له أجر على قدر نيته ولم يكن في منزلة الأول الذي أراد الآخرة بعمله ولم يلتفت إلى الدنيا وكلا وعد الله الحسنى ، ومن ساهم وكان همه المال وعوض الدنيا فقط ولم يقصد الثواب بعمله فهذا ليس له من عمله ثواب وقد أراد الدنيا بعمله فهؤلاء ثلاثة أصناف الأول له أجر كامل والثاني له أجر ناقص والثالث ليس له أجر. صفات الداعية في شبكة الإنترنت:1- العلم: ينبغي على الداعية أن يكون عالما بما يدعو إليه لا يتكلم في مسألة إلا بعلم ويمسك عما يجهله أو يشك فيه ، وهذا يورث المتلقين عنه الثقة والإطمئنان لرأيه.2- الرفق: أن يكون رفيقا بمن يدعوه ويرشده لا يستعمل معه الغلظة والشدة خاصة مع الجاهل وصاحب الشبهة الذي يحتاج إلى طول بال وسعة صدر وإنما يسوغ له استعمال الشدة مع الجاحد والمكابر للحق. 3- الحلم: أن يكون حليما صبورا لا يغضب لأتفه الأسباب ولا يثور وينفعل بسرعة مما يجعل خصومه يستغلون نقطة الضعف في دعوته ويحولون دونه ودون تحقيق أهدافه .4- الأناة: أن يكون متثبتا في نقل الأخبار متأنيا في فهم الأقوال ومتأنيا في إصدار الحكم وإبداء الرأي ، والعجلة من أعظم آفات الداعية ولا يضر الداعية تأجيل النظر في مسألة معينة بل يزيد الناس ثقة به. 5- العقل والفهم: أن يكون عاقلا لما يطرحه ينظر إلى عواقب الأمور ويتفهم مقاصد الشرع وقواعده ، لا يكون همه الوحيد إصدار الحكم وإنما يتأمل في الوقت المناسب والمصلحة المرجوة وما يترتب على كلامه ، وكم من قول ومذهب لم ينتفع الناس به أو كانت عاقبته سيئة لعدم مراعاة قائله لهذه الضوابط. 6- الإنصاف والأمانة: أن يكون منصفا مع نفسه ومع غيره من الموافقين والمخالفين فلا ينسب لأحد قولا إلا بعد ثبوته ولا يتجنى على أحد وأن ينسب الفضل لأهله ، وإذا تبين له خطأه في رأي أو مخالفته لمذهب السلف رجع عن ذلك وأظهر رجوعه للناس ولم تأخذه في ذلك لومة لائم. 7- الوضوح والصدق: أن يكون واضحا في دعوته في أسلوبه ومنطقه وموقفه من أعداء الإسلام والمبتدعة لا يشتبه قوله على الناس ولا يختلفون في مراده وأن يكون صادقا مع نفسه لا تتغير مواقفه ومذهبه على حسب المرحلة والمصالح ، والوضوح والثبات من أهم سمات منهج أهل السنة. محاذير ومخالفات في دعوة الإنترنت:هناك مخالفات ومحاذير يكثر وقوعها في الدعوة إلى الله عبر الشبكة: 1- نشر الأحاديث المنكرة والضعيفة في رسائل النصح والتوجيه ، والغالب وقوع ذلك من أناس عوام محبين للخير غير متخصصين في العلم الشرعي أو من أناس متأثرين بمناهج أهل البدع. 2- المبالغة والإكثار من ذكر القصص الخرافية أو الغريبة التي تخرج عن العادة واستخدام هذا أسلوبا في الوعظ وهذا مما أنكره السلف فينبغي الإقتصاد في ذلك والإقتصار على القصص الثابتة الموافقة للشرع والعادة. 3- من الأخطاء الشائعة في الرسائل الوصف الشديد والتفصيل لذكر الفواحش والمنكرات مما قد يغري بعض المدعويين ويحرك غرائزهم خاصة من كان قريب العهد بالفسق ، والواجب ذكر المنكرات على سبيل الإجمال وعدم الدخول في تفاصيل الحادثة لأن ذلك لا فائدة فيه ويفضي إلى مفسدة. 4- ومن المحاذير في خطاب بعض الدعاة إسلوب الطعن في الولاة والعلماء وهذا منهج مخالف لمنهج السلف الصالح ، والواجب على من رأى مخالفة أن ينصح العلماء وينبه على الخطأ بأسلوب علمي رصين دون التعرض لأشخاص العلماء تحقيقا للمصلحة ودرءا للمفسدة ومراعاة لحرمتهم وانتهاكها سبيل للفتنة ووقوع في الفرقة. 5- ومن المحاذير دخول الداعية في مسائل التكفير والتبديع والتصدر للفتوى في ذلك والحكم على الأعيان وغير ذلك من المسائل الكبار التي من وظائف العلماء الراسخين وهذا مسلك خطير زلت فيه أقلام وأقدام ، والواجب على الداعية الكف عن ذلك وعدم الدخول في هذه الفتنة إلا أن يكون ناقلا عن أهل العلم وحسبه في التنفير عن هذه الأفعال وصفها بالحكم التي تقتضيه من الكفر أو البدعة دون التعرض للحكم على المعين. 6- ومن المخالفات الكبرى تصدر الداعية للفتوى وإصدار الأحكام للناس وهو ليس من أهل الفقه المحيطين بأصول الفتوى ، والقول على الله بغير علم أمر عظيم نهى عنه الله عزوجل وقرنه بالشرك ، وبعض الدعاة هداهم الله يتصور أن الأمر سهل فيكثر النقل عن المفتين في أول الأمر وينجح في إقناع الناس ثم يبدأ يقيس بنفسه ويلفق بين الفتاوى ويجتهد وهو لا يملك آلة الإجتهاد ويقع في كلامه كثير من الأوهام والأخطاء والواجب عليه الكف عن ذلك والإقتصار على نقل فتاوى العلماء مع التصريح بذلك لئلا يغتر به العامة. 7- ومما يقع فيه بعض المشاركين في الإنترنت التعالم وإظهار الإحاطة بالمسائل والحرص على تخطئة العلماء الكبار في كل مناسبة وهذا الصنيع يكثر وقوعه من الطلاب المتوسطين في المواقع العلمية والملتقيات وقد يصدر من بعض المشائخ الذين تعجلوا التصدر وهو يدل على ضعف البصيرة وشهوة خفية في القلب. 8- ومن الأخطاء الشائعة نشر رسائل وطلبات الفقراء والمحتاجين والمصابين والتعاطف معها دون التحقق منها ووضع آلية معينة لقضاء حاجتهم وحل مشاكلهم ، والإستجداء بهذه الطريقة أصبح من أكبر وسائل الإحتيال وأكل أموال الناس بالباطل وقد يتورط فاعل الخير بقضايا أمنية ، فالذي أراه إغلاق الباب بالكلية إلا أن تتولى القضية جهة مختصة موثوق بها أو شيخ موثوق به وتكون هناك آلية واضحة في المشاركة. 9- ومن المزالق الخطيرة دخول الداعية في مناظرة أهل البدع والرد عليهم وهو لم يتمكن بعد في العلم ويتخصص في الفرق والمذاهب وليس عنده إطلاع وتحقيق في شبهات المخالفين وطرائقهم ، وكثير من أهل الخير تحملهم الغيرة على دخول مواقع المبتدعة ومناقشتهم وهذا مسلك خطير قد يفتن المرء عن دينه ويبتلى القلب بشبهات لا يتمكن من التخلص منها. 10- ومن الممارسات الخاطئة نشر الرسائل عبر البريد الإلكتروني المشتملة على شبهات الكفار والمبتدعة ومطاعنهم في الإسلام أو الرسول أو القرآن أو التاريخ الإسلامي من غير رد قوي يكشف زيفها ويبطل حجتها أو نشرها مع ردود ضعيفة مما يجعل الشبهة تستقر في النفوس الضعيفة ، وقد نهى السلف عن الإستماع للشبهات أو نشرها أو الإشتغال بها وكان أئمة السنة يشددون في ذلك وإنما رخصوا للعالم أن ينظر فيها ويبطلها ويرد على أهلها. 11- ومن المحاذير دعوة بعض المشاركين إلى فعل هيئات وصفات وصيغ مبتدعة في العبادات كالوصية بالذكر الجماعي أو صلوات محدثة أو أوراد خاصة أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في أوقات محددة أو احتفال بزمان ومكان ليس له أصل في الشرع ، وكثير من الجهال يدعون لذلك محبة للخير وتأثرا بالبيئة من غير معرفة بالشرع وهذا الذي أفسد الإسلام وأمات السنة. 12- ومن البدع الشائعة في شبكة الإنترنت وضع جداول زمنية أو خطوات عملية خاصة للتوبة أو فعل الصالحات أو إحصاء السيئات والحسنات مما لم يرد التعبد فيه بالشرع وفيه حرج ومشقة ومنافاة لسماحة الدين وتشبها بأغلال النصارى ، والعجب كل العجب من انتشار ذلك عند بعض الدعاة وكم من مريد للخير لم يبلغه. 13- ومن الأعمال المنكرة عند البعض إشتغالهم بنشر الفضائح وتتبع العورات للمخالفين والحديث عن أحوالهم الشخصية ، وهذا من الظلم والتعدي والسفه الذي ينزه عنه الداعية إلى الخير وليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم في شيئ وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عفيف اللسان يكني عما يستفحش وسنة الله ماضية فيمن فعل ذلك فمن تتبع عورات الناس تتبع الله عورته ، وليس من الأدب والمروءة الإشتغال بذكر أفعال وفضائح أهل الفسق والمجون لأن أخبارهم مشهورة عند العامة ولا يليق بالداعية التعرض لذلك. 14- وبعض المشاركين هداهم الله يتساهلون في إظهار صور النساء لغرض التحذير أو حكاية حادثة أو بيان واقع وهذا لا يجوز مطلقا مهما كانت الغاية والغاية لا تبرر الوسيلة شرعا ، وينبغي لمن اضطر لذلك أن يطمس صورة المرأة ويخفي معالمها والشريعة حرمت ذلك لأن مفسدته راجحة على المصلحة المتوهمة. 15- ومن المسالك المخالفة لقواعد الشرع ومذاهب العلماء التوسع في وصف المعاشرة الجنسية وآداب الجنس ومسائله ، وبعض المنتسبين للدعوة يطيل البحث في تلكم المسائل ويشغل الأمة بها ويزعم أنها بحاجة ماسة لموضوع التربية الجنسية ، وكل ذلك مخالف للأدب والحشمة والحياء الذي جاء به الشرع وعادة الشرع التكنية عن هذه الأمور والتوسع في ذلك ليس من طريقة أهل الديانة والصيانة وباب لتحريك الشهوات عند المراهقين وإشغالهم بما لا طائل به. 16- ومن الطرق المخالفة لأصول أهل السنة التواصل مع أهل البدع وأصحاب التوجهات العصرية المخالفة للسنة ، ومما يؤخذ على بعض المواقع الإسلامية استكتاب هذه الأقلام وإظهارها والثناء عليها والتوسع مع أصحابها بحجة إثراء الواقع ومعالجة القضايا المعاصرة وغير ذلك من الحجج الضعيفة ، والواجب على دعاة السنة عدم التواصل معهم وإبرازهم للأجيال إتقاءً لبدعتهم وكفا لشرورهم وتغرير الأمة بهم ، وفي علوم أهل السنة وأطروحاتهم ما يكفي ويغني عن علوم أهل البدع ، وكلام قليل مؤصل من الكتاب والسنة خير من كلام كثير مبني على قواعد بدعية وآراء عقلية. 17- ينبغي على الداعية المؤثر الذي يحرص على نشر أحكام الشرع وآدابه وأن تكون له كلمة مسموعة في الناس يقبلون نصحه وتوجيهاته أن يكتب باسمه الصريح وأن يتجنب ما استطاع الكتابة باسم مستعار وشخصية وهمية لأن ذكر الأحكام ونقل الفتاوى من باب رواية الأخبار الدينية ولا يقبل ذلك إلا من شخص عرف بالضبط والعدالة أما مجهول العين أو الحال فلا يقبل منه شيء واستخدامه لذلك يورث لدى المتلقي شك وريبة فيما يقول ، اللهم إلا في أحوال خاصة قد يضطر الداعية لإبهام اسمه إذا اقتضت المصلحة أو خشي وقوع مفسدة ، والواجب على الدعاة وأهل الخير عدم قبول الأحكام والآراء ممن يجهل حاله لا سيما في مسائل التكفير والقضايا المصيرية. 18- ومن السلوكيات الخاطئة استخدام السب واللعن والفحش مع المخالف وهذا لا يسوغ شرعا مهما عظم جرم المخالف أو أساء لأهل الفضل والمشروع للداعية ترك ذلك وأن يكون عفيف اللسان مع المخالف غير سباب ولا شتام وأن يكون همه بيان الحق وإنكار الباطل وهداية الضال ، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم عف اللسان مع اليهود وغيرهم ، وهذا من أدب الدعوة الذي يرغب المخالف في ترك باطله وقبول الحق من أهله ، وهو أمارة على النصح والرحمة ومحبة الخير في خطاب الداعية.ضوابط مشاركة العامة في دعوة الإنترنت:هناك أناس محبون للخير راغبون في نشر الدعوة والفضيلة من العامة ليسوا من أهل الإختصاص والعلم ولهم مشاركات كثيرة وأعمال عديدة في مجال الإنترنت وهم مأجوون إن شاء الله مالم يقعوا في مخالفة روى الترمذي في سننه قول النبي صلى الله عليه وسلم ( نضر الله امرأ سمع منا حديثا فحفظه حتى يبلغه غيره، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه، ورب حامل فقه ليس بفقيه ) ، ولا يشترط في جواز مشاركتهم العلم والخبرة في الدعوة ، ولكن ينبغي وضع ضوابط عامة لمشاركاتهم لتصحيح العمل والوقاية من الأخطاء:أولا- الإقتصار في نقل الفتاوى والمواضيع على العلماء المعروفين بسلامة المنهج وصحة الإعتقاد. ثانيا- الدقة والتثبت في نقل الفتاوى والأحكام والحرص على توثيق ذلك. ثالثا- عدم الخوض والمشاركة في النقاشات العلمية والفقهية. رابعا- سؤال العلماء عما يشكل من المسائل الخاصة والعامة. خامسا- الحرص على نشر اعتقاد أهل السنة الصحيح والتحفظ والتحقق مما ينشر في هذا المجال وتوعية الناس وتبصيرهم بخطر البدع والخرافات. سادسا- إحترام العلماء وتوقيرهم وصون اللسان والكف عن الوقوع في أعراضهم والإعتذار عنهم ولو صدر منهم ما يخالف رأي الشخص وهواه. بقلم : خالد بن سعود البليهدعضو الجمعية العلمية السعودية للسنة binbulihed@gmail.com

ضوابط شرعية في مهمةالطب والعاملين بالمستشفيات





مجموعة أسئلة وأجوبة مهمة في الطب والعاملين بالمستشفيات
أجاب عنها الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله
س : هل يجوز أن تمرضنا امرأة ونحن رجال ، خاصة مع وجود ممرضين من الرجال؟ ج : الواجب على المستشفيات جميعا أن يكون الممرضون للرجال والممرضات للنساء ، هذا واجب ، كما أن الواجب أن يكون الأطباء للرجال والطيبات للنساء ، إلا عند الضرورة القصوى إذا كان المرض لا يعرفه إلا الرجل فلا حرج أن يعالج المرأة لأجل الضرورة ، وهكذا لو كان مرض الرجل لم يعرفه إلا امرأة فلا حرج في علاجها له ، وإلا فالواجب أن يكون الطبيب من الرجال للرجال والطبيبة من النساء للنساء ، هذا هو الواجب ، وهكذا الممرضات والممرضون ، الممرض للرجال والممرضة للنساء ، حسما لوسائل الفتنة ، وحذرا من الخلوة المحرمة . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01888.htm
س : بعض منسوبات المستشفى تكون أصواتهن مرتفعة عندما يتحدثن مع بعضهن أو مع زملائهن من الرجال ، وبعضهن يصافحن الرجال من أطباء وغيرهم ، فما حكم الشرع في ذلك ، وهل علينا إثم في السكوت ؟ ج : الواجب على الأطباء والطبيبات أن يراعوا أحوال المرضى والمريضات ، وألا ترتفع أصواتهم عندهم ، بل يكون ذلك في محلات أخرى ، أما المصافحة فلا يجوز أن يصافح الرجل المرأة إلا إذا كانت من محارمه ، أما إذا كانت الطبيبة أو الممرضة ليست من محارمه فلا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إني لا أصافح النساء وقالت عائشة رضي الله عنها والله ما مست يد رسول الله صلى الله عليه وسلم يد امرأة قط ما كان يبايعهن إلا بالكلام عليه الصلاة والسلام . فالمرأة لا تصافح الرجل وهو غير محرم لها ، فلا تصافح الطبيب ولا المدير ولا المريض ولا غيرهم ممن ليس محرما لها ، بل تكلمه بالكلام الطيب وتسلم عليه ، لكن بدون مصافحة وبدون تكشف فتستر رأسها وبدنها ووجهها ولو بالنقاب؛ لأن المرأة عورة وفتنة ، والله جل وعلا يقول : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ويقول سبحانه : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ الآية والرأس والوجه من أعظم الزينة ، وهكذا ما يكون في يديها أو رجليها من الحلي والخضاب فكله فتنة للآيتين المذكورتين ، والمقصود أنها كلها عورة ، فالواجب عليها التستر والبعد عن أسباب الفتنة؛ ومن أسباب الفتنة : لمصافحة . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01889.htm
س : بعض منسوبات المستشفى من طبيبات أو ممرضات أو عاملات نظافة يلبسن لباسا ضيقا ويكشفن عن نحورهن وسواعدهن وسوقهن ، وما حكم الشرع في ذلك ؟ ج: الواجب على الطبيبات وغيرهن من ممرضات وعاملات أن يتقين الله تعالى وأن يلبسن لباسا محتشما لا يبين معه حجم أعضائهن أو عوراتهن ، بل يكون لباسا متوسطا لا واسعا ولا ضيقا ، ساترا لهن سترا شرعيا مانعا من أسباب الفتنة ، للآيتين الكريمتين المذكورتين في جواب السؤال السابق ، ولقول النبي صلى الله عليه وسلم : المرأة عورة وقوله صلى الله عليه وسلم : صنفان من أهل النار لم أرهما قوم معهم سياط كأذناب البقر يضربون بها الناس ونساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها وإن ريحها ليوجد من مسيرة كذا وكذا رواه مسلم في صحيحه ، وهذا وعيد عظيم ، أما الرجال الذين بأيديهم سياط فهؤلاء هم الذين يوكل إليهم أمر الناس فيضربونهم بغير حق من شرطة أو جنود أو غيرهم . فالواجب ألا يضربوا الناس إلا بحق ، أما النساء الكاسيات العاريات فهن اللاتي يلبسن كسوة لا تسترهن إما لقصرها وإما لرقتها ، فهن كاسيات بالاسم عاريات في الحقيقة ، مثل أن يكشفن رؤوسهن أو صدورهن أو سيقانهن أو غير ذلك من أبدانهن ، وكل هذا نوع من العري ، فالواجب تقوى الله في ذلك والحذر من هذا العمل السيئ ، وأن تكون المرأة مستورة بعيدة عن أسباب الفتنة عند الرجال ، وشرع لها ذلك بين النساء فتكون لابسة لباس حشمة حتى يقتدى بها بين النساء ، والواجب تقوى الله على الطبيب والطبيبة والمريض والمريضة والممرض والممرضة ، لا بد من تقوى الله في حق الجميع ، كما أن الواجب على الطبيبات والممرضات تقوى الله في ذلك وأن يكن محتشمات متسترات بعيدات عن أسباب الفتنة ، والله الهادي إلى سواء السبيل . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01890.htm
س : بعض غرف المرضى بها تلفزيون ، بعضهم يريد ذلك والبعض الآخر لا يريد ذلك ، لما يسببه من مضايقات وتشويش على بعضهم ، فماذا نفعل والحال على ما ذكر ؟ ج : ينبغي في مثل هذا إذا كان المريض في حجرة ومعه مرضى آخرون لا يرضون التلفاز ألا يجعل عندهم التلفاز ، جمعا للقلوب وحسما للفتنة ، وإذا رغبوا فيه جميعا فلا مانع من ذلك ، بشرط ألا يشاهدوا فيه إلا ما ينفعهم ، من قرآن بصوت منخفض ، وتعليم علم وغير ذلك مما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، ويغلق عما يضرهم من الأغاني والملاهي وما أشبه ذلك ، وإذا تركوه بالكلية فهو أحوط وأحسن ، وهم أعلم بمصالحهم وأنفسهم ، وأما أن يلزموا بشيء يضرهم ويؤذيهم وربما شغلهم عن النوم والراحة ، وربما كان بعضهم سفيها لا يبالي بإخوانه المرضى ، فذلك لا يجوز ، والواجب أن يكون تحت رقابة إنسان ثقة يتقي الله فيهم فلا يشغله إلا على ما ينفعهم برضاهم ، وإلا فليغلقه إذا لم يرضوا بذلك . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01891.htm
س : ما حكم حفلات التوديع المختلطة من الجنسين ، وما حكم العلاج بالموسيقى ؟ ج : الحفلات لا تكون بالاختلاط ، بل الواجب أن تكون حفلات الرجال للرجال وحدهم وحفلات النساء للنساء وحدهن ، أما الاختلاط فهو منكر ومن عمل أهل الجاهلية نعوذ بالله من ذلك . أما العلاج بالموسيقى فلا أصل له بل هو من عمل السفهاء ، فالموسيقى ليست بعلاج ولكنها داء ، وهي من آلات الملاهي ، فكلها مرض للقلوب وسبب لانحراف الأخلاق ، وإنما العلاج النافع والمريح للنفوس إسماع المرضى القرآن والمواعظ المفيدة والأحاديث النافعة ، أما العلاج بالموسيقى وغيرها من آلات الطرب فهو مما يعودهم الباطل ويزيدهم مرضا إلى مرضهم ، ويقل عليهم سماع القرآن والسنة والمواعظ المفيدة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01892.htm
س : هل إذا أفتى الطبيب للمريض بأي فتوى يأخذ بها المريض ، أم لا بد من الرجوع إلى عالم في ذلك ؟ ج : لا بد أن يراجع المريض العلماء فيما يقوله له الأطباء من الأحكام الشرعية؛ لأن الأطباء لهم شأنهم فيما يتعلق بعلمهم ، والعلم الشرعي له أهله ، فلا يعمل المربض بالفتوى إلا بعد مراجعة أهل العلم ولو بالتلفون ، أو يرسل أحدا يسأل له ، والطبيب وغيره لا يجوز له أن يفتي إلا عن علم كأن يقول : سألت العالم الفلاني عن كذا وكذا فأجابني بكذا وكذا ، فالطبيب يسأل العلماء في أي مكان ، وفي أي مستشفى ، وفي أي بلاد ، عليه أن يسأل علماء البلاد وقضاتها عما أشكل عليه حتى يفتي به المرضى ، فالطبيب عليه أن يسأل وليس له أن يفتي بغير علم ، لأنه ليس من أهل العلم الشرعي ، وإنما عليه أن يخبر عما يتعلق بالطب ويتحرى في ذلك وينصح . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01893.htm
س : أنا ممرض وأعمل فمي تمريض الرجال ومعي ممرضة تعمل في نفس القسم في وقت ما بعد الدوام الرسمي ويستمر ذلك حتى الفجر ، وربما حصل بيننا خلوة كاملة ، ونحن نخاف على أنفسنا من الفتنة ولا نستطيع أن نغير من هذا الوضع فهل نترك الوظيفة مخافة لله وليس لنا وظيفة أخرى للرزق ، نرجو توجيهنا بما ترون ؟ ج : لا يجوز للمسئولين عن المستشفيات أن يجعلوا ممرضا مداوما وممرضة يبيتان وحدهما في الليل للحراسة والمراقبة ، بل هذا غلط ومنكر عظيم ، وهذا معناه الدعوة للفاحشة ، فإن الرجل إذا خلا بالمرأة في محل واحد فإنه لا يؤمن عليهما الشيطان أن يزين لهما فعل الفاحشة ووسائلها ، ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما فلا يجوز هذا العمل ، والواجب عليك تركه؛ لأنه محرم ويفضي إلى ما حرم الله عز وجل ، وسوف يعوضك الله خيرا منه إذا تركته لله سبحانه ، لقول الله عز وجل ك وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وقوله سبحانه ك وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا وهكذا الممرضة عليها أن تحذر ذلك وأن تستقيل إذا لم يحصل مطلوبها؛ لأن كل واحد منكما مسئول عمل أوجب الله عليه وما حرم عليه . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01894.htm
س : أنا طبيب في غرفة الكشف ترافقني ممرضة في نفس الغرفة ، وحتى يحضر مريض يحصل بيننا حديث في أمور شتى ، فما هو رأي الشرع في هذا ؟ ج : حكم هذه المسألة حكم التي قبلها ، فلا يجوز لك الخلوة بالمرأة ، ولا يجوز أن يخلو ممرض أو طبيب بممرضة أو طبيبة ، لا في غرفة الكشف ، ولا في غيرها ، للحديث السابق ، ولما يفضي إليه ذلك من الفتنة إلا من رحم الله ، ويجب أن يكون الكشف على الرجال للرجال وحدهم ، وعلى النساء للنساء وحدهن . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01895.htm
س : بعض منسوبات المستشفى يضعن مساحيق للتجميل ، وقد يكون ذلك جهلا منهن بهذا أثناء العمل ؟ . ج : إذا كن يراهن الرجال فلا يجوز لهن ذلك ، أما بين النساء فلا بأس ، ويجب على المرأة أن تستر وجهها عن الرجال بالنقاب ونحوه؛ لقوله تعالى : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ وقوله تعالى : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ الآية والزينة تشمل الوجه والرأس واليد والقدم والصدر ، فكل هذا من الزينة . القسم الثاني http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01896.htm
س : ما رأي سماحتكم في تطبيب المرأة للرجال في مجال طب الأسنان ، هل يجوز ، علما بأنه يتوفر أطباء من الرجال في نفس المجال ونفس البلد ؟ ج : لقد سعينا كثيرا وعملنا كثيرا مع المسئولين لكي يكون طب الرجال للرجال وطب النساء للنساء ، وأن تكون الطبيبات للنساء والأطباء للرجال في الأسنان وغيرها ، وهذا هو الحق؛ لأن المرأة عورة وفتنة إلا من رحم الله ، فالواجب أن تكون الطبيبات مختصات للنساء والأطباء مختصين للرجال إلا عند الضرورة القصوى إذا وجد مرض في الرجال ليس له طبيب رجل فهذا لا بأس به ، والله يقول : وَقَدْ فَصَّلَ لَكُمْ مَا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلا مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وإلا فالواجب أن يكون الأطباء للرجال والطبيبات للنساء؛ وأن يكون قسم الأطباء على حدة وقسم الطبيبات على حدة؛ أو يكون مستشفى خاصا للرجال ومستشفى خاصا للنساء حتى يبتعد الجميع عن الفتنة والاختلاط الضار ، هذا هو الواجب على الجميع . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01897.htm
س : أنا طبيب حصلت علي بعثة إلى خارج المملكة لإكمال دراستي ، ولكن زوجتي عارضتني بسبب أنها بلاد كفر وكيف تحافظ على الحجاب ، وهل كشف الوجه محرم خاصة وأنه أساسي للدخول إلى أي بلد ؟ ج : الواجب التستر والحجاب على المؤمنة؛ لأن ظهور وجهها أو شيء من بدنها فتنة ، قال تعالى في كتابه العظيم : وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ فبين سبحانه أن الحجاب أطهر للقلوب ، وعدم الحجاب خطر على قلوب الجميع ، ويقول الله جل وعلا : يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلا يُؤْذَيْنَ الآية والجلباب ما تضعه المرأة على رأسها وبدنها حتى تستر به وجهها وبدنها زيادة على الملابس العادية ، قال سبحانه : وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ الآية ، فالواجب ستر الوجه وغيره من المرأة عن الأجنبي ، وهو من ليس محرما لها ، لعموم الآيات المذكورات؛ ولأنه فتنة ومن أوضح الزينة فيها ، لكن لا مانع من اتخاذ النقاب وهو الذي فيه نقب للعين أو للعينين فقط ، فإذا كانت تتستر وتحتجب عن المؤمن فعن الكافر من باب أولى ، ولو استنكروا ذلك فهم قد يستنكرونه ثم يعرفونه بعدما يبين لهم أن هذا هو الشرع في الإسلام . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01898.htm
س : ما الحكم في استئصال الرحم للتعقيم - أي منع الحمل - لأسباب طبية حاضرة ومستقبلية لما تتوقعها الجهات الطبية والعلمية ؟ ج : إذا كان هناك ضرورة فلا بأس ، وإلا فالواجب تركه؛ لأن الشارع يحبذ النسل ويدعو إلى أسبابه لتكثير الأمة ، لكن إذا كان هناك ضرورة فلا بأس ، كما يجوز تعاطي أسباب منع الحمل مؤقتا للمصلحة الشرعية . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01899.htm
س : إذا تم تشخيص حمل وبان فيه عيب خلقي وتشوهات خلال أشهر الحمل ، فهل يسمح بتفريغه ، أي : إنزال الحمل قبل استكمال شهوره ج :لا يجوز ذلك ، بل الواجب تركه فقد يغيره الله ، وقد يظن الأطباء الظنون الكثيرة ويبطل الله ظنهم ويأتي الولد سليما . والله يبتلي عباده بالسراء والضراء ، ولا يجوز إسقاطه من أجل أن الطبيب ظهر له أن فيه تشوها ، بل يجب الإبقاء عليه ، وإذا وجد مشوها فالحمد لله يستطيع والداه تربيته والصبر عليه ولهما في ذلك أجر عظيم ، ولهما أن يسلماه إلى دور الرعاية التي جعلتها الدولة لذلك ، ولا حرج في ذلك ، وقد تتغير الأحوال فيظنون التشوه وهو في الشهر الخامس أو السادس ثم تتعدل الأمور ويشفيه الله وتزول أسباب التشوه . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01900.htm
س : الخنثى هل يعامل معاملة الأنثى علما بأنه لم يتضح أمره ، وهل ينطبق عليه جميع ما ينطبق على الأنثى من انقضاء العدة وغيرها من الأمور المتعلقة بالنساء؟ ج : الخنثى فيه تفصيل . فالخنثى قبل البلوغ يشتبه هل هو ذكر أو أنثى؛ لأن له آلتين آلة امرأة وآلة رجل ، لكن بعد البلوغ يتبين في الغالب ذكورته أو أنوثته . فإذا ظهر منه ما يدل على أنه امرأة مثل أن يتفلك ثدياه ، أو ظهر عليه ما يميزه عن الرجال بحيض أو بول من آلة الأنثى ، فهذا يحكم بأنه أنثى وتزال منه آلة الذكورة بالعلاج الطبي المأمون . وإذا ظهر منه ما يدل على أنه ذكر كنبات اللحية والبول من آلة الذكر وغيرها مما يعرفه الأطباء فإنه يحكم بأنه ذكر ويعامل معاملة الرجال ، وقبل ذلك يكون موقوفا حتى يتبين الأمر ، فلا يزوج حتى يتبين الأمر هل هو ذكر أو أنثى ، وهو بعد البلوغ كما قال العلماء بتبين أمره . http://www.binbaz.org.sa/Display.Asp?f=bz01901.htm
س : ما حكم بتر جزء معين من الإنسان زائد ، كبتر الأصبع أو غيرها ، هل ترمى مع النفايات ، أو أنها تجمع ويكلف شخص بدفنها بمقابر المسلمين؟ ج : الأمر واسع فليس لها حكم الإنسان ؛ ولا مانع من أن توضع في النفاية أو تدفن في الأرض احتراما لها فهذا أفضل ، وإلا فالأمر واسع والحمد لله كما قلنا فلا يجب غسله ولا دفنه إلا إذا كان جنينا أكمل أربعة أشهر ، أما ما كان لحمة لم ينفخ فيها الروح أو قطعة من أصبع أو نحو ذلك فالأمر واسع ، لكن دفنه في أرض طيبة يكون أحسن وأفضل . http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01902.htm
س : يراجعني بعض المرضى الذين أقدموا على شرب المسكر وتناول المخدر ، وقاموا على إثر ذلك بارتكاب بعض الجرائم مثل الزنا واللواط ، هل أقوم بالتبليغ منهم أم لا؟ ج : عليك النصيحة ، تنصح لهم وتحثهم على التوبة ، وتستر عليهم ولا ترفع أمرهم ولا تفضحهم ، وتعينهم على طاعة الله ورسوله ، وتخبرهم أن الله سبحانه يتوب على من تاب ، وتحذرهم من العودة إلى هذه المعاصي؛ لقول الله سبحانه ك وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ الآية وقوله سبحانه : وَالْعَصْرِ إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خَسِرَ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وقول النبي صلى الله عليه وسلم : الدين النصيحة وقول النبي صلى الله عليه وسلم عليه وسلم أيضا ك من ستر مسلما ستره الله في الدنيا والآخرة رواهما الإمام مسلم في صحيحه ، والله ولي التوفيق . http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01903.htm
س : إنسان أصيب بمرض الإيدز وقرر الأطباء أن عمره في هذه الحياة قصير جدا ، فما الحكم في توبته في هذا الوقت؟ ج : عليه أن يبادر بالتوبة ، ولو في لحظة الموت؛ لأن باب التوبة مفتوح مهما كان ما دام عقله معه ، وعليه أن يبادر بالتوبة والحذر من المعاصي ولو قالوا أن عمرك قصير فالأعمار بيد الله ، وقد يخطئ ظنهم فيعيش طويلا ، وعلى كل تقدير فالواجب البدار بالتوبة والصدق في ذلك حتى يتوب الله عليه ، لقول الله تعالى وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقوله سبحانه ك وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وقول النبي صلى الله عليه وسلم ك إن الله يقبل توبة العبد ما لم يغرغر والمعنى ما لم يتغرغر بها الإنسان ويزول شعوره . والله المستعان . http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01904.htm
س :بعض الموظفين يتهرب من العمل لوجود مصالح أخرى لديه شخصية غير الوظيفة ، فيستأذن من رئيسه ويختلق الأعذار التي غالبا ما تكون مقنعة أو غير مقنعة ، فإذا كان رئيسه يعلم بعدم صحتها ، فهل يأثم على موافقته الإذن للموظف؟ بعض الموظفين يتهرب من العمل لوجود مصالح أخرى لديه شخصية غير الوظيفة ، فيستأذن من رئيسه ويختلق الأعذار التي غالبا ما تكون مقنعة أو غير مقنعة ، فإذا كان رئيسه يعلم بعدم صحتها ، فهل يأثم الرئيس على موافقته الإذن للموظف؟ ج : لا يجوز لرئيس الدائرة أو مديرها أو من يقوم مقامهما أن يوافق على شيء يعتقد عدم صحته ، بل عليه أن يتحرى إن كان هناك ضرورة في الاستئذان لحاجة ماسة والاستئذان لا يضر العمل فلا بأس به ، أما الأعذار التي يعرف أنها باطلة أو يغلب على ظنه أنها باطلة فإن على رئيسه أن لا يأذن له ولا يوافق عليه؛ لأن ذلك خيانة للأمانة وعدم نصح لمن ائتمنه وللمسلمين ، يقول عليه الصلاة والسلام : كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته وهذه أمانة ، والله سبحانه وتعالى يقول : إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا الآية ، ويقول سبحانه في وصف المؤمنين ك وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ويقول سبحانه : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01905.htm
س : بعض المرضى من المسلمين يموت على غير القبلة بسبب وضع السرير في المستشفى لغير القبلة؟ ج : لا حرج في ذلك ، والسنة أن يستقبل بالمريض القبلة إذا تيسر ذلك عند حضور الوفاة ، وإلا فلا حرج .
س : ما حكم من يأخذ أدوية من الصيدلية التي يشرف عليها ويرسلها إلى مريض آخر في مستشفى آخر أو في البيت بحجة أنه مسلم وأنها ليست للبيع؟ ج : هذا له نظام وتعليمات ، فإذا كانت الصيدلية للمستشفى خاصة فلا تصرف الأدوية منها إلى غير المرضى المراجعين له؛ لأن هذا مستشفى له مراجعون ، فالواجب أن تصرف أدوية الصيدلية المذكورة لهم ولا تنقل إلى مستشفى آخر؛ وكل مستشفى له صيدلية فلا ينقل من هذا لهذا ، لأنها تعليمات من جهة الدولة ، وإذا كانت لدى الصيدلية تعليمات من وزارة الصحة تسمح لها بصرف الأدوية إلى غير المستشفى المعدة له فلا بأس؛ وإلا فالواجب الخضوع للتعليمات ولا يزاد عليها . http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01906.htm
س : بعض العاملين في قطاع الصحة يحتم عليهم عملهم الاختلاء بامرأة أجنبية خاصة في آخر الليل في أقسام التنويم داخل مكاتب الأطباء المخصصة ، وعند نصحهم بضرورة وضع حل لمثل هذه الأمور ، يوجهون اللوم على المسئولين ، فماذا لو كان هناك إرشاد وتوجيه في مثل هذه الحالات؟ ج : الواجب أن يتولى ذلك رجال ثقات ، وإذا دعت الحاجة إلى نساء فالواجب أن يكن جماعة من النساء حتى لا يحدث خلوة ، والجماعة من النساء اثنتان أو أكثر يكن على حدة مستقلات والرجال وحدهم ، هؤلاء للنساء وهؤلاء للرجال ، وليس للرجل أن يخلو بامرأة أجنبية عنه لا في الليل ولا في النهار ، وليس للطبيب ولا لغيره أن يخلو بالطبيبة أو المريضة ، لقول النبي صلى الله عليه وسلم ك لا يخلون رجل بامرأة فإن الشيطان ثالثهما http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01907.htm
س: ما حكم من يسلم أشياء ثمينة بدعوى أنها هدية لمن يرأسه في العمل؟ ج : هذا خطأ ووسيلة لشر كثير والواجب على الرئيس أن لا يقبل الهدايا فقد تكون رشوة ووسيلة إلى المداهنة والخيانة ، إلا إذا أخذها للمستشفى ولمصلحة المستشفى لا لنفسه ، ويخبر صاحبها بذلك فيقول له هذه لمصلحة المستشفى لا آخذها أنا ، والأحوط ردها ولا يقبلها له ولا للمستشفى؛ ذلك قد يجره إلى أخذها لنفسه ، وقد يساء به الظن ، وقد يكون للمهدي بسببها جرأة عليه وتطلع لمعاملته أحسن من معاملة غيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لما بعث بعض الناس لجمع الزكاة قال :هذا لكم وهذا أهدي إلي ، فأنكر عليه النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وخطب في الناس وقال ما بال الرجل منكم نستعمله على أمر من أمر الله فيقول هذا لكم وهذا أهدي إلي ألا جلس في بيت أبيه أو بيت أمه فينظر هل يهدى إليه أخرجه مسلم في صحيحه . وهذا الحديث يدل على أن الواجب على الموظف في أي عمل من أعمال الدولة أن يؤدي ما وكل إليه ، وليس له أن يأخذ هدايا فيما يتعلق بعمله ، وإذا أخذها فليضعها في بيت المال ولا يجوز له أخذها لنفسه لهذا الحديث الصحيح ، ولأنها وسيلة للشر والإخلال بالأمانة ، ولا حول ولا قوة إلا بالله . http://www.binbaz.org.sa/Display.asp?f=bz01908.htm
المصدر موقع إمام أهل السنة العلامة الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله والمجلد 9 من ص 425 إلى صفحة 440
جمعه .. ناصر البازيالساحات