دبي- العربية.نت
أكد مفتي دبي الدكتور أحمد الحداد أن الدردشة عبر الإنترنت، وخدمة الهاتف المرئي تعتبر من المحرمّات، لكونها تعتبر بمثابة "خلوة شرعية"، تقود إلى الفتنة والزنا.
وشرح الحداد لـ "العربية.نت" أساس فتواه، مشيرا إلى أن "غرف الدردشة أشبه بمجالس الخلوة المحرّمة من حيث الأنس والاطمئنان، واستخدامها يضيع الوقت، ويأتي بسفه القول، ثم خسّة العمل".
وتابع "هذه الغرف هي وكر البطالين، الذين يجرون المسلم إلى الرذيلة؛ لأن المرء أسير من جالسه أو صادقه، وتسري إليه طباعه وعاداته، ويصبح معروفا به كأنه نسخة منه". ويضيف: "الإسلام يحثنا على عدم العبث بأنفسنا ولا بوقتنا، بل يتعين على المسلم أن يكون حريصا على وقته، الذي هو عمره، وعلى دينه الذي هو رأس ماله وأسس سعادته في الدنيا والآخرة، فإذا أضاع عمره في البطالة واللهو فقد خسر خسرانا مبينا"، مشيرا إلى ان "المسلم مسؤول عن شبابه فيما أفناه وعن عمره فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه؟".
زواج الإنترنت
أما حول استخدام غرف الدردشة بحثا عن فتاة للزواج، فاعتبر الحداد أن في ذلك "شر مستطير"، لأن "الشاب الذي يبتغي الزواج بنية صادقة عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وإذا سلك طريق غرف الدردشة على الإنترنت، يكون قد جاء من النوافذ الخلفية. وإذا تم الزواج بهذه الطريقة قد يفشل مستقبلا، فهي كما تعرفت عليه قد تتعرف على أمثاله". ويضيف "ليست هذه المصونة التي يريدها لنفسه، فليبحث عن شريكة أخرى، وإلا كان شريكا لها في الهوان".
وتابع بالقول "التعرف الشرعي لا يكون عبر محادثات الإنترنت أو الهواتف المرئية، بل يذهب الشاب إلى الفتاة التي يريد الزواج منها في بيتها وينظر إليها نظرة خطوبة ورغبة وهي محتشمة بثيابها وكامل عفتها، ويطلبها من وليها"، داعيا للابتعاد عن هذه الغرف الإلكترونية، "لما تجره من مفاسد، والشريعة الإسلامية تضع حدا للفساد، بسد ذرائعه الموصلة إليه بمثل هذه المجالس".
الهاتف المرئي
وكانت صحيفة "الإمارات اليوم" الصادرة في دبي نشرت الجمعة 2-11-2007 فتوى للحداد، اعتبر فيها أن "خدمة الهاتف المرئي أشبه بالخلوة الشرعية"، محذرا من أنها "خدمة قد تقود إلى الفتنة والزنا، واستخدامها إذا ارتبط بقضاء الشهوة فهي محرمة".
وأضاف "هذه الوسيلة تجمع المتباعدين وتجعلهما قريبين، ولا شك أنها تترك أثرا في النفس والغريزة، وإذا ما استخدمها شاب وفتاة وكلاهما في مكان مغلق، فمن الوارد ان يتلذذ بها وبصورتها في هذا اللقاء المرئي، بينما معايير الشريعة ومقاصدها تقتضي منع ذلك؛ لما فيه من فتنة".
ومضى قائلا: أن "المحادثة إذا خلت من ذلك، فحالها كحال النظر إلى التلفاز، أما إذا كانت الفتاة أو المرأة متبرجة بزينة فإن المحادثة تكون محرمة، وإن لم تكن متبرجة أو لينة في كلامها، وكان الكلام الذي دار بين الطرفين محتشما، فالمحادثة بينهما حلال".
وأفاد أن "من يستخدم هذه الوسلة لإرضاء شهوته يخالف قول الله تعالى "وليستعفف الذين لا يجدون نكاحا حتى يغنيهم الله من فضله، إذ إنه أطلق لنفسه العنان لتسرح في لذتها عبر الهاتف، مؤكدا أن "ذلك غير جائز شرعا".
ولفت إلى أن "الله سبحانه وتعالى منع النساء أن يتكسرن في القول خلال المحادثات، لما فيها من إثارة لشهوة الرجل، وحماية وصونا لها، فما بالنا في المحادثة الهاتفية بالصوت والصورة، لا شك أنها تفعل في النفس فعل السهام".
ويضيف "لا ريب أن مثل هذا الفعل يعد انتهاكا للمحظور، والله تعالى يعلم السر والنجوى، ويعلم خائنة الأعين، وما تخفي الصدور، ويعلم ما إذا كان الرجل والمرأة خاليين في حجرتيهما باستخدام هذا الهاتف".
وتابع كبير المفتين في دبي بالقول "إذا أنس المتحدث إلى المتحدثة وأنست هي به، ونظر إليها ونظرت إليه، وفتن كل واحد منهما بالآخر، ففي ذلك فتنة محرمة وإثم". واعتبر أن "هذه الحالة أشبه بالخلوة الشرعية من حيث آثارها، لكن لا يترتب عليها كمال المهر الذي يترتب على خلوة الزواج"، مشيرا إلى أن "الله سوف يحاسبهما على عدم الخوف والخشية منه سبحانه وتعالى، إذ قضيا لذتهما في غير الوجه الشرعي المبين في قوله تعالى "وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ".