٢٤‏/٥‏/٢٠٠٨

الأمراض النفسية تحاصر "أطباء" الاحتلال بالعراق




واشنطن- أمريكا إن أرابيك

أطلقت وزارة الدفاع الأمريكية برنامجًا صحيًّا لرعاية وعلاج "المعالجين" بعد تزايد تعرضهم لصدماتٍ نفسية وإجهاد عاطفي ناتج عن كثرة تعاملهم مع جنود "الاحتلال" الجرحى القادمين من العراق

وأشار البنتاجون في بيانٍ صحفي إلى تزيد شعورٍ مقدمي الرعاية الصحية للإرهاق بسبب استمرار عمليات نقلهم والرعاية الصحية المعقدة التي يقدمونها للجنود ذوي الإصابات الخطيرة، وهو ما أدَّى إلى ظهور علامات الصدمة على الكثيرين منهم

وأكد أن مقدمي الرعاية الصحية يعانون من أعراض نفسية صعبة مثل حدة المزاج والقلق والاكتئاب واضطرابات النوم، وهي أعرض تتشابه كثيرًا مع اضطرابات إجهاد ما بعد الإصابة

ومن جانبها قالت الكولونيل كاثرين جايلورد، مديرة برنامج "الرعاية لمقدمي الرعاية" بمعهد الجيش الأمريكي لأبحاث الجراحة: لقد بدأنا في ملاحظة علامات فتور همة المتعاطفين لدى مقدمي الرعاية للجرحى المحاربين

وأشارت جايلورد أيضًا أن "فتور همة المتعاطفين يحدث عندما يكون لدى مقدمي الرعاية قدر كبير من التعاطف العميق (مع المرضى)، فتتطور لديهم أعراض إصابة تشبه تلك التي لدى المريض"

وبمرور الوقت يمكن أن يؤدي فتور همة المتعاطفين إلى ابتعاد مقدم الرعاية الصحية عن المرضى، أو اقترابه منهم بشكلٍ زائدٍ عن اللازم، وكلا الأمرين يمكن أن يكونا على قدرٍ كبيرٍ من الإضرار بالمرضى وعائلاتهم
وكان تقرير أجرته منظمة "أطباء من أجل مسئولية اجتماعية" الأمريكية قد كشف في نوفمبر/ العام الماضي أن التكلفةَ الماليةَ للرعاية الصحية ورعاية الإعاقات بين الجنود الأمريكيين الذين شاركوا في الحرب سوف تتجاوز التكلفة التي تم تخصيصها للعمليات القتالية في العراق، بحيث ستصل إلى ما يزيد عن 650 بليون دولار

وأظهر التقرير الذي صدر بعنوان "الصدمة والرعب يضربان الوطن" أن الصدمةَ العقليةَ والاجتماعيةَ من حرب العراق سوف تظل مع الجنود الأمريكيين الجرحى طوال حياتهم