٢٢‏/١٠‏/٢٠٠٧

حقيقة لعنة الفراعنة




كثيرة جدًا القصص التى يتناولها الناس عن لعنة الفراعنة، وكيف ينسبون أى موضوع يحدث مع أى كشف أثرى إلى لعنة الفراعنة، وآخر هذه القصص عندما ذهبت إلى وادى الملوك ومعى الفريق المصرى لفحص مومياء الملك «توت عنخ آمون» بالأشعة المقطعية.. وعندما وصلت الوادى وجدت فريقاً من التليفزيون اليابانى موجوداً أمام مدخل المقبرة يريدون حديثاً تليفزيونياً معى قبل أن نقوم بعملية الفحص.. وبعد الانتهاء من الحديث.. حدثت عاصفة شديدة بالوادى مصحوبة بأمطار غزيرة وذلك قبل دخولنا مقبرة «توت عنخ آمون» بدقائق.. وهنا وجدت أفراد الطاقم التليفزيوني الياباني يفرون من أمامى ويقولون.. لعنة توت عنخ آمون.. لعنة توت عنخ آمون..
وبعد أن وضعنا المومياء داخل جهاز الأشعة المقطعية وجدنا الجهاز توقف تماماً، وفى هذه اللحظة سألت نفسى: لماذا توقف الجهاز من دون أى سبب وبدأت الهواجس تنتابنى وبعد ساعة واحدة بدأ جهاز الأشعة يعمل من جديد من دون أى سبب واضح لهذا التوقف.. وبعد ذلك بدأت الصحف تكتب عن حوادث لعنة الفراعنة التى حدثت معى..
وكما هو معروف فإن الفراعنة كانوا يكتبون على مدخل المقبرة نصوصا تحذيرية.. يشيرون فيها إلى أن كل من سيدخل المقبرة سوف يتعرض للأذى. وقد كشفت مقبرة جديدة داخل مقابر العمال بناة الأهرام بمنطقة أهرامات الجيزة، وفيها ترك رئيس الفنانين الذى كان يدعى «بتتى» نصاً يقول فيه: «يا كل الناس ... كاهن الإلهة حتحور سيضرب مرتين، كل من يدخل هذه (المقبرة) ويفعل شيئاً ضاراً داخلها، فبواسطة الآلهة سيسألون (أو) سيسألهم، لأننى مبجل عند سيده. (وهو) لن يفعل (أى الإله) شيئاً ضاراً ضدى. وكل من يفعل شيئاً ضدها (أى المقبرة) فلسوف تلتهمه التماسيح وأفراس النهر والأسود». وهذه النصوص ليس لها معنى وهى تتشابه مع ما نقوله اليوم عندما نتمنى شيئاً لأحد محاولين أن يُصاب الشخص بمكروه...
أما حقيقة لعنة الفراعنة... فسوف نجد أن المقابر الفرعونية المغلقة، توجد بها مومياوات ومواد قد تتعرض للتعفن وهو ما يمثل جواً مناسباً لوجود البكتريا التى تُعرض من يدخل المقبرة للموت.. ولذلك كان الأثريون فى الماضى يدخلون المقبرة على وجه السرعة بعد كشفها مباشرة، الأمر الذى يجعلهم يتعرضون لتلك البكتريا التى تسبب الوفاة سريعاً، وقد حدث ذلك للورد كارنافون أثناء حلاقته لذقنه بعد أن تعرض للدغة بعوضة قضت عليه.. أما الطريقة التى أتعامل بها عندما أدخل مقبرة أو نفقاً أو سرداباً مظلماً لم يدخله أحد من قبل.. فهى القيام بفتح المدخل وترك المقبرة مفتوحة لمدة يوم أو يومين حتى يخرج الهواء الفاسد الممتلئ بالجراثيم والبكتريا، ويدخل الهواء النقى، كما أنصح زملائى الذين يعملون معى ألا يقوموا بحلق ذقونهم أثناء القيام بالحفائر، لأن مسام الجلد تكون مفتوحة وتعرض المكتشف للخطر.. وعلى الجانب الآخر أشير إلى أن الصحافة تكتب دائما الحوادث ولم تشر إلى أن هيوارد كارتر مكتشف مقبرة الملك الذهبى توفى عن عمر يناهز الثمانين عاماً .. وهذه هى حقيقة اللعنة..