كان مولعًا بالأشياء والخدمات المجانية حتى أنه كان يتنفس الكثير من الهواء الطلق ويشرب الكثير من الماء العذب ويتأمل طويلاً الخضرة والماء والوجه الحسن، ولكن الحسان كان لديهن رأي آخر، فمن المحرج للمرأة أن تلتفت لتجد عيونًا تحملق فيها وكأنها تتحداها قائلة: هأنا أحصل منك على متعة مجانية رغم إرادتك، وكان رد الفعل يتفاوت من مجرد تقطيب الوجه إلى نظرة لوم واحتقار وفي أحوال قليلة تسأله مباشرة عن سر وقاحتهبينه وبين نفسه كان لديه مبررات وأعذار فهو يدعي أنه لا يؤذي أحدًا.. إنها مجرد نظرات، ويعتقد أن أحدًا لا يلاحظ ما يفعل حين يمارس هوايته في التطلع للنساء، وكان يشبه النساء بالزهور الجميلة ذات العبير والرائحة الفواحة وهو لا يحاول قطف الزهور ويكتفي بالاقتراب منها ليستمتع بعطرها الخاص
*******
في الحقيقة المرأة تختلف عن الزهرة لأن لديها مشاعر وإحساس ويجب احترام خصوصيتها وعدم التطفل عليها لأن ذلك يؤذيها ونظراتك الجائعة تصيبها كالسهام الطائشة، كما أن الناس تلاحظ جيدًا ذا النظرات الزائغة المتعدي على الحرمات فتسقطه من دائرة احترامها وتنزع الهيبة عنه وإن لم يفطن هو لسبب ذلكالأهم من الناس هو علام الغيوب سبحانه وتعالى المطلع على السرائر والذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ويحاسب من يمد عينيه إلى المحرمات محاسبة اللص الخائن للأمانة، ومن العقوبات الخفية التي تصيب من يفعل ذلك أنه يحرم من متعة الحلال بمقدار تعديه وجرأته على الحرام
*******
لا تحملق في النساء فهن بشر وأعراض ولسن خدمات مجانية تستمتع بالحصول عليها بلا مقابل، وأنت أيضًا لديك محارمك اللائي تحب لهن الصون والاحترام ولا تحب أن يسئ لهن أحد بالقول أو الفعل ،فاتق الله يحفظك الله ويحفظ أهل بيتك هذه العادة الجارحة هي أيضًا من الذنوب الخفية التي تنزع البركة من حياة صاحبها ويرى أثرها السئ في ماله وأهله وعياله، وهي من الذنوب التي ينطبق عليها قول رسول الله صلي الله عليه وسلم: إن الحلال بيّن والحرام بيّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس، فمن اتق الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ألا وأن لكل ملك حمى.. ألا وإن حمى الله محارمه ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب.. الحديث رواه البخاري ومسلم
*******
عالج قلبك بالذكر والتوبة وابحث عن الحلال واكتفي به، والملاحظ أن التطلع للنساء من أكثر الذنوب انتشارًا بين الرجال، سواء بالنظر أو الكلام المباشر والإطالة فيه بلا داعي أوالكلام غير المباشر عن طريق الهاتف أو الانترنت، وغالبًا يكون هناك سبب محدد للكلام كأن تكون معاملة مع موظف أو بائع أو طبيب أو نحو ذلك، ويتم الخروج عن سياق الحديث وتجاوزه من قبل الرجل في محاولة للاقتراب من المرأة واكتشافها، فهو مغرم بذلك وتمنحه تلك التجربة شعورًا بالمغامرة والتجدد، وربما يحسب أن كل ذلك من الصغائر ولكن لا توجد صغائر تتم مع سبق الإصرار والترصد، كما أنك لو أحسنت التمويه لإخفاء غرضك الحقيقي على الناس فلن تخفيه على الله، فاتق الله في نساء المسلمين وستجد أطيب الأثر لذلك، بركة في حياتك وسكينة في قلبك ورضا يغمر نفسك وسترًا لمحارمكألا تحب أن يستر الله محارمك ويجعل لهم من سهام النظرات الخائنة سدًا حصينًا ومردًا كريمًااللهم اهدي شباب المسلمين ونساء المسلمين