٢٩‏/١١‏/٢٠٠٧

حتشبسوت الملكة البدينة




هل يمكن لمشروع دراسة المومياوات المصرية أن يعيد كتابة التاريخ الحقيقي للفراعنة؟! أعتقد أن الإجابة صعبة في الوقت الراهن، سواء بالنفي أو الإيجاب خاصة بعد اكتشافنا مومياء الملكة «حتشبسوت»، هذا الكشف المذهل الذي صدم العالم كله وزعمت وكالات الأنباء الأجنبية بأنه أعظم كشف أثري تم بعد الكشف عن مقبرة الملك «توت عنخ آمون»، ونشر الخبر على الصفحات الأولى لصحف «نيويورك تايمز»، «الفيجارو» وغيرها.
وقد اتصل بي صديق من شيلي يقول لي إنها المرة الأولى التي يجد فيها خبرًا خاصًا ب دولة عربية على الصفحة الأولى لصحيفة «شيلي».
وعبر لي العديد من الأصدقاء عن مدى دهشتهم أن الملكة «حتشبسوت» كانت بدينة كما أظهرت مومياؤها.
أما الوزيرة فايزة أبو النجا وهي من أشد المعجبين بهذه الملكة التي حكمت أكبر إمبراطورية في العالم القديم كله عندما كانت مصر تجني ثمار عصرها الذهبي.. فكانت أكثر الناس دهشةً عندما أعلنا أن الملكة «حتشبسوت» كانت على شيء من البدانة وذلك على الرغم من عدم وجود أي دليل يشير إلى أن الملكة لم تكن جميلة، ولذلك أؤكد أن «حتشبسوت» كانت إحدى ملكات مصر الكبيرات التي جذبت بتاريخها أهم المهندسين المعماريين في عصرها «سنموت»، الذي بنى لها أجمل معبد جنائزي بني لملك أو ملكة في مصر وهو معبد الدير البحري الشهير، وسمحت له «حتشبسوت» بأن يدفن بجوار معبدها المقدس، بل وكان «سنموت» أيضاً هو مربي ومعلم ابنة الملكة الأميرة «نفرو رع».
والمؤكد أن «حتشبسوت» لم تكن بدينة بالمعنى المفهوم للكلمة، حيث أنها سمحت لفنانيها أن يصوروها على جدران معبدها بالدير البحري كملكة قصيرة وبدينة جداً ومن ورائها صور الحمار الذي كان يحملها، كما لو أن المصري القديم كان يشعر بالأسى لمعاناة هذا الحمار الذي جاء تصويره صغيراً جداً إلى جانب حجم الملكة.

فلم تكن لهذه الروح أن تظهر لو أن «حتشبسوت» صاحبة المعبد كانت بدينة، ففي هذه الحالة كان الفنان سيشعر بالحرج الشديد من تصوير مثل هذا المنظر.
وقد أثبتت نتائج الأشعة المقطعية أن «حتشبسوت» ماتت في سن الخمسين بعد معاناة من التهابات بعظمة الظهر وأيضاً من مرض السكر الذي عجل بموتها، كذلك ثبت أن مرض السرطان قد تمكن من الدم وقضى عليها تماماً.. كما إن التهابات أسنان الملكة هو الذي جعلنا نكتشف السر الذي كان موجوداً داخل الصندوق بعد قيام المحنط بوضع السن الساقطة من أسنان الملكة في صندوق الأحشاء حتى قادنا الحظ إلى العثور على هذه السن التي أظهرت لنا حقيقة مومياء الملكة «حتشبسوت».
وقد ظهر أشخاص من أصدقاء «ست» ـ كان المصريون القدماء يقولون عنه إله الشرـ ليست لهم صلة بالآثار ولكن الحقد يدفعهم إلى التشكيك وهذه عادة موجودة للأسف في البعض منا من الكسالى الذين لا يعملون ويغيظهم أن يروا العالم كله يتحدث عن المصريين الذين كشفوا هذا السر.