١٢‏/٢‏/٢٠٠٨

هلاك العدو الأول للمسلمين في الكونجرس الأمريكي



واشنطن- أمريكا إن أرابيك

أُعلن في واشنطن عن هلاك نائب ديمقراطي يهودي يُعدُّ من أشد المناصرين للكيان الصهيوني في الكونجرس الأمريكي وأكثرهم انتقادًا للدول العربية والإسلامية، خصوصًا مصر والمملكة العربية السعودية، وكان النائب الهالك محركًا رئيسيًّا العام الماضي لقرار الكونجرس لتهنئة العدو الصهيوني باحتلال القدس العربية؛ ليخسر الكيان بذلك واحدًا من كبار مناصريه المؤثِّرين في الكونجرس

وكان النائب توم لانتوس الذي يمثل الحزب الديمقراطي عن ولاية كاليفورنيا، والذي تزعُم أوساط اليهود أنه الناجي الوحيد المتبقِّي من المحرقة النازية في الكونجرس الأمريكي، قد أعلن مطلع يناير أنه مصاب بسرطان المريء وأنه سيكمل بقية فترته في الكونجرس والتي ستنتهي آخر 2008 لكنه لن يسعى لإعادة الانتخاب

وكان لانتوس الذي يبلغ من العمر 80 عامًا هذا الشهر قد قال إن الفحوصات الطبية الروتينية التي يخضع لها أظهرت إصابته بسرطان المريء

ونعت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس لانتوس وقالت: "لقد فقدت أمريكا صوتًا معبرًا وقائدًا حقيقيًّا في العلاقات الخارجية"، وأضافت: لقد فقدت أبًا روحيًّا لي وصديقًا عزيزًا

وكان لانتوس قد استخدم قضايا حقوق الإنسان والحرية والديمقراطية للضغط على الدول العربية، وكثيرًا ما طالب بقطع أو تقليل المعونة الأمريكية لمصر، أو إنهاء التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن

وفي مطلع ديسمبر من العام الماضي طالب لانتوس بتكثيف الجهود على العالم العربي "لعزل حركة حماس"، كما انتقد مصر على وجه الخصوص قائلاً إن: عليها مسئولية خاصة، تملَّصت منها حتى الآن بشكل منهجي

كما ناصر لانتوس بقوة الرئيس جورج بوش الجمهوري في قرار غزو واحتلال العراق، واشترك في 2006 و2007 مع الجمعيات اليهودية في تكثيف الضوء على قضية دارفور في السودان والترويج للعقوبات الأمريكية والدولية على الخرطوم

وتقدم لانتوس في يونيو بقرار مرَّره الكونجرس "بتهنئة المغتصبين الصهاينة على الذكرى الأربعين لحرب 1967، وكذلك تهنئة سكان القدس على احتلال اليهود للمدينة التاريخية"، كما دعا لانتوس لعقد الكثير من جلسات الاستماع التي خُصِّصت لتوبيخ الأنظمة الحاكمة العربية بسبب الكيان الصهيوني

وزادت انتقادات لانتوس بعد انتخابه مطلع العام الماضي كرئيس للجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، كما كان لانتوس يخدم كذلك كنائب رئيس لجنة الرقابة وإصلاح الحكومة التابعة لمجلس النواب

وشنَّ لانتوس الكثير من المعارك ضد الدول العربية والإسلامية في الكونجرس، منها حملة توسيع العقوبات الأخيرة ضد إيران، وهي الحملة التي دشنتها جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة

وتمكن قبل نهاية العام من تمرير قانون توسيع العقوبات في مجلس النواب، لكنه ما زال تحت الدراسة في مجلس الشيوخ، لكن ينتظر تمريره أيضًا نتيجة التأثير "الإسرائيلي" القوي كذلك في مجلس الشيوخ

هذا ويَعتبر يهود أمريكا وأصدقاء الكيان الصهيوني في كثير من كتاباتهم لانتوس المولود في المجر، "رجلاً يمكن اللجوء إليه" لدعمه المستمر إياهم في كل أو معظم القضايا التي تتم إثارتها لصالحهم؛ منها القضاء على السوق السوداء للمواد النووية وأسلحة الدمار الشامل

هذا ويُعزى للنائب توم لانتوس الفضل كذلك في إجبار أعداء الكيان الصهيوني مثل الزعيم الليبي معمر القذافي على التخلي عن برنامجه لأسلحة الدمار الشامل في عام 2003، وقام بزيارة ليبيا لهذا الغرض، ويعرب لانتوس عن استعداده لزيارة طهران للقيام بنفس المهمة

يُذكر أن لانتوس كان يعمل كخبير اقتصادي ومستشار قبل انضمامه للكونجرس عن منطقة سان فرانسيسكو