٢‏/١٠‏/٢٠٠٧







كانوتيه




قصة رياضي مسلم يتألق في أوروبا لا يجد اللاعب الفرنسي المنحدر من أصول مالية فريدريك كانوتيه "عمر" حرجا في الخروج من الحصة التدريبية لفريقه إشبيلية الإسباني، من أجل أداء الصلاة، وقد اعتاد عقب تسجيل أي هدف على السجود شكرا لله، ورفع يديه بالدعاء، حتى أصبح ذلك أمرا اعتيادا في الملاعب الاسبانية والأوروبية




بداية نجم كانوتيه، المولود في مدينة ليون الفرنسية، ترجع أصوله إلى جمهورية مالي (غرب إفريقيا)، ويحمل الجنسية الفرنسية، يعتنق الدين الإسلامي، ويفتخر بذلك دائما، رغم بعض المضايقات التي يتعرض لها، وخاصة من قبل جماهير بعض الأندية، وعدد من الصحافيين الإسبان




خلال العام الحالي حقق كانوتيه نجاحات رائعة في القارة الأوروبية، وتألق بشكل لافت مع فريق إشبيلية الأندلسي، الذي يلعب في أقوى بطولة محلية لكرة القدم في العالم، وظل لأشهر عديدة متصدرا لقائمة هدافي الدوري، قبل أن تحرمه الإصابة من الاستمرار في ذلك ليتراجع إلى المركز الثاني بفارق هدف واحد، عن الهولندي رود فان نستلروي، هداف فريق ريال مدريد




مواقف كثيرة تعرض لها اللاعب المسلم خلال مسيرته في الملاعب الأوروبية، ذات الصخب الإعلامي والجماهيري الدائم، ولم تكد تخلو محطة من محطات حياته من جدل وإثارة، دائما كان السبب فيه هو أنه "لاعب مسلم"




لم يجد كانوتيه في بداية وجوده في إسبانيا ذلك الجو العدائي الذي كان يميز عاصمة الضباب لندن، بل على العكس، وجد الأمور في مدينته الجديدة اشبيلية مهيئة للنجاح، في ظل وجود جالية عربية ومسلمة كبيرة في المدينة، وساهم ذلك بانخراطه سريعا في حياته الجديدة، فقاد في موسمه الأول فريقه لاحتلال المركز الخامس في الدوري، ليضمن له التأهل للمشاركة في بطولة كأس الاتحاد الأوروبي، ونجح بالفوز بلقبها بجدارة، وسجل كانوتيه في البطولة ستة أهداف، ومنذ ذلك الوقت ازدادت شعبيته بين جماهير الفريق بشكل مضاعف، لكنه ظل كما كان محافظا على تدينه، رافضا لكل ما يتعارض مع تعالم الدين الإسلامي، حتى أن أزمة كبيرة كادت تعصف بالعلاقة بينه وبين النادي قبل بداية الموسم الحالي، حينما تعاقد الأخير مع شركة " قمار" لرعايته في الموسم الجديد، فرفض ارتداء فانيلته التي تحمل الشعار، وهدد بالرحيل عن صفوفه، قبل أن ترضخ إدارة النادي لطلبه، وتزيل الشعار عن الفانيلة الخاصة به، ليصبح اللاعب الوحيد الذي يرتدي زيا مختلفا عن بقية زملائه في الفريق.




يفضل كانوتيه أن يطلق عليه اسم "عمر"، وقد أعلن أكثر من مرة أنه معجب بشخصية أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، لذلك أحب أن يسمى باسمه، كما أنه دائم التردد على الديار الحجازية، وقام بالعمرة أكثر من مرة، وينوي أداء فريضة الحج متى سنحت الفرصة لذلك، وقد تبنى العديد من المشاريع الخيرية في مالي، وخاصة تلك التي تهتم برعاية الأطفال، ليؤكد أنه خير سفير وممثل للإسلام في ساحات الملاعب بأخلاقه العالية وإيمانه وحرصه على إظهار سماحة الدين الإسلامي، في وقت ينصهر فيه لاعبون آخرون يملكون لسانا عربيا بمجتمعاتهم الأوروبية الجديدة، وينسون أنهم مسلمون

ليست هناك تعليقات: