٣١‏/١٢‏/٢٠٠٧

عشرات العراقيين يزورون قبر صدام في الذكرى الأولى لإعدامه




بغداد ـ تكريت: «الشرق الاوسط»


ظهرت رسومات جدارية تشيد بالرئيس العراقي السابق صدام حسين في مسقط رأسه تكريت، وتوجهت مجموعة صغيرة من أنصاره إلى قبره في الذكرى الأولى لإعدامه، وأعدم صدام بزعم ارتكابه جرائم ضد الإنسانية، بعد حكم صدر على عجل بشكل انتقده المجتمع الدولي. واثأر الإعدام غضب أنصاره من العرب السنة، عندما ظهرت لقطات على شبكة الانترنت لمسئولين شيعة يوبخونه أثناء الإعدام.



وفي مسقط رأسه تكريت، كتب في أحد الشعارات على الجدران عبارة «لا حياة بلا شمس ولا كرامة بلا صدام»، وقالت عبارة أخرى «الجنة لصدام البطل». وظهرت الرسومات على مبان، بما في ذلك مركز الشرطة بالبلدة ومديريتا الزراعة والكهرباء، حسبما أوردته وكالة رويترز.



وفي العوجة القرية الواقعة قرب تكريت، وهي المكان الذي ولد فيه صدام وأيضًا المكان الذي دفن به، تجمع مواطنوا قريته حول قبره داخل قاعة ملحقة بمسجد.وجلست مجموعة من نحو 25 شخصًا يتحدثون عن الحياة خلال حكم صدام، وكيف تغير العراق منذ إعدامه.



وقال عدنان جاسم (38 عاما) من تكريت، «مر عام منذ مقتل الزعيم، ولكن لم تحدث أي تغييرات ايجابية، تدهورت الأوضاع.. تحكمنا إيران وأميركا، قتل الزعيم لإرضاء إيران». وقال شهود عيان ومسئولو أمن أنه تم تعزيز الأمن في المحافظات التي تقطنها أغلبية من العرب السنة، تحسبا لهجمات محتملة يشنها أنصار الرئيس العراقي السابق.



وقال أحمد صالح الجبوري مسئول اللجنة الأمنية في مجلس محافظة صلاح الدين، التي تقع بها تكريت أن قوات الأمن العراقية في حالة استنفار. وفرض حظر للتجول في تكريت ومدينة بيجي، التي توجد بها مصفاة للنفط الواقعة إلى الشمال من تكريت، لكن حظر التجول في تكريت رفع فيما بعد. وقال مصدر أمني رفيع المستوى في محافظة صلاح الدين، أن «تدابير أمنية مشددة اتخذت في هذه الذكرى للوقوف بوجه أي حالة طارئة، من خلال انتشار قوات الأمن العراقية في جميع إرجاء المدينة».


زار عشرات من أهالي تكريت، بينهم شيوخ عشائر ورجال دين وطلاب مدارس قبر صدام حسين، وعلق عدد كبير من صور صدام بملابس مدنية في القاعة التي بنيت في عهده وتقام فيها مراسم العزاء لأفراد عشيرته، بينما انتشر رجال الشرطة وعدد من الحراس المدنيين حول المكان الذي ثبتت حوله مكبرات صوت لبث تلاوات من القرآن الكريم.



وقال فؤاد خالد (42 عاما) وهو صاحب مكتب لتصفح الانترنت: «صدام أصبح جزءا من الماضي مثله مثل زعماء العراق الآخرين، الذين حكموا البلاد منذ عشرينات القرن الماضي».



وأضاف «كانت له حسنات كثيرة فقد حكم البلاد بقوة ووفر لنا الأمن وجعل منا بلدًا قويًا، لكن كثرة مغامراته أوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن من ضعف وهوان وعدم استقرار وصيد سهل لدول الجوار، رغم أننا تحت الاحتلال الأميركي».